Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

من عاصفة الصحراء إلى أزمة مضيق هرمز..!

A A
أربعون عاماً مضت على بدء حرب الخليج الأولى التي كانت إيران عنصرًا ومسببًا رئيسيًا لأحداثها منذ أُزيح الشاه وتولى نظام الخميني السلطة في إيران عام 1979م وبداية تصدير الثورة والتصدي لها من قبل العراق بقيادة صدام حسين من 1980 -1988م. بعد نهاية تلك الحرب كان المفترض أن تهدأ الأمور في المنطقة، وفي العراق بصفة خاصة، وتبدأ مرحلة الإعمار واستعادة الوهج التنموي في أرض الرافدين الغنية ببترولها وبيئتها الزراعية ومياهها الوافرة من دجلة والفرات ولكن أخطاء التاريخ أبت إلا أن تسحب غمامة على عيون القيادة العراقية أدت إلى التورط في غزو الكويت حيث كان المتربصون بالمنطقة يعدون العدة للانقضاض عليها من جديد وتحطيم أحلام العراق في نهضة تنموية تعوض عن مرحلة عقد من الزمن من استنزاف الموارد المالية وحصد مئات الألوف من خيرة شباب العراق في حرب التصدي لتصدير الثورة الخمينية.

خطيئة صدام الكبرى أنه أراد ابتلاع الكويت ومن بعد ربما الزحف جنوبًا ولكن حكمة القيادة السعودية لم تتردد في فتح المجال لتحالف عاصفة الصحراء لاستعادة الكويت ودفاعًا عما بعدها. تم حشد تحالف دولي مكون من نصف مليون جندي بقيادة أمريكا مجهزين بأحدث تقنيات العصر العسكرية وحشد إعلامي غير مسبوق لتغطية الأحداث. خلال فورة الأحداث ظن البعض بأن نصف مليون جندي على أراضي السعودية سيبقون إلى أمد بعيد ولكن الواقع أنه ما إن انتهت حرب تحرير الكويت حتى عادت القوات بعتادها إلى قواعدها الأصلية خارج الجزيرة العربية وثبتت أطروحة.. أنها أتت لغرض وستنسحب عندما تنهي مهمتها.. وذلك الذي حصل.

تفكيك جيش العراق وتدمير أسلحته والبنية التحتية لمنشآته، كان غلطة كبيرة ارتكبتها أمريكا، وفرت فرصة ثمينة لتسليم العراق وتلاها انسحاب غير منظم للقوات الأمريكية تحت ولاية باراك أوباما الذي ركز كل جهوده على اتفاق 5+1 النووي ورفع الحصار عن أرصدة إيران التي استخدمتها لمواصلة إستراتيجيتها لتصدير الثورة وزعزعة الأمن والاستقرار في دول الجوار وتمويل شبكتها الإرهابية في سوريا ولبنان والحوثي في اليمن واستفزاز مستمر للبحرين والسعودية والإمارات العربية المتحدة.

بعد مجيء الرئيس ترامب للسلطة في الولايات المتحدة الأمريكية نفذ وعده الانتخابي بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وطالب بمفاوضات جديدة للحد من قدرات إيران العدوانية ومنعها من امتلاك السلاح النووي. تطورت الأحداث ووصلت إلى ما يشهده العالم في الوقت الراهن من استفزازات وتعديات إيرانية على الملاحة البحرية في المياه الدولية واحتجاز ناقلات تحمل أعلام دول ذات سيادة لها حرية الملاحة في المياه الدولية بموجب المعاهدات ونصوص القانون الدولي.

وتداعيات الوضع أدت إلى ضرورة أخذ تدابير تعزز القدرات الدفاعية لحماية الملاحة البحرية في مضيق هرمز ومياه الخليج العربي من الاعتداءات الإيرانية المتكررة التي تهدد بتعطيل مصادر الطاقة الدولية للعالم وتضع الاقتصاد العالمي في أزمة تؤثرعلى كل الدول وليس فقط الدول المصدرة والناقلة للنفط بمفردها.

وأخيرًا السؤال.. أين تقف قطر التي يوجد بها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في منطقة الشرق الأوسط؟، وهل هي مصطفة مع إيران أم مع التحالف الدولي في حالة نشوب حرب مع ايران؟!، وهل حان وقت تحرير الجزر الإماراتية من قبضة ايران؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store