الأذان نداء روحي وكلمات توحيد تدعو لعبادة تجلب وتخلق السكينة في النفوس وصلة بين العبد والرب المعبود جل جلاله، وراحة للنفوس التي أجهدتها الحياة، ومكفرة للذنوب التي لا يخلو منها أحد، وهو للصلوات المفروضة الخمسة المكتوبة ثانية أركان الإسلام، وأما النوافل فنداؤها من صفاء النفوس وشدة تعلق من العبد بالرب العزيز المتعال، والصلوات ككل مفروضة ونوافل تنهى عن الفحشاء والمنكر وتهذب النفوس وترتقي بالأخلاق وتُعْذِب الألفاظ متى كانت عبادة وليست عادة وحركات ركوع وسجود وقيام وجلوس.
وظهرت علينا أصوات استنكر بعضها رفع الميكرفونات في الأذان وقراءة القرآن في الصلاة الجهرية ولكن لم تحسن التعبير فاعتبر البعض أن الاذان وكلماته والنداء بها والقرآن الكريم وقراءته جهراً هو المزعج، حاشا القرآن الكريم والأذان فلهما القدسية والإجلال والتبجيل والسمع والطاعة. ولكن ما استجد علينا من سنوات طوال هو مكبرات الصوت وزيادة مراحل تكبير الصوت بها، هي التي فيها الازعاج. ولا يخفى على الجميع قرب المساجد بعضها من بعض، فأصبح هناك تلوث سمعي حتى في الأذان لم تعد تعرف كيف تتبع سنة الترديد خلف أي مؤذن وأذان وتكسب الأجر الذي وصانا به الحبيب المصطفى المجتبى سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه. وأيضاً بالنسبة لقراءة القرآن الكريم المجيد المنزَّل من لدن الرحمن الرحيم، في وسط المسجد تجد أنك منزعج من الصوت وتفقد الخشوع وذلك في أغلب المساجد لأن تعلية صوت الميكروفونات بات شائعاً داخل وخارج المساجد بالإضافة الى أن بعض الأئمة يرفعون صوتهم صياحاً في القراءة وبشكل مزعج والقرآن الكريم أنزل للعبرة والتقديس والترتيل والتجويد والتغني حتى أن من شروط الإمامة للأحسن صوتاً بعد الحفظ والتجويد والسن ليكون ذلك من أكبر أسباب الخشوع والتدبر. ورحم الله المشايخ بن صالح وأيوب والأخضر وعبد الباسط ومصطفى إسماعيل والمنشاوي والحصري وغيرهم كثير، وأمد الله في عمر المشايخ بليلة والجهني والمعيقلي والحذيفي الأب والابن ولا تخلو الساحة من غيرهم، فهل لإعطاء القرآن الكريم كلام الله من سبيل للتعظيم لما أنزل له، لأنه لم ينزل للصياح والصراخ وتعلية أصوات الميكروفونات بشكل يكون الإزعاج منها وحاشا القرآن الكريم والأذان بان يكونا مزعجين.
نختم بذكر ثلاث خصائص أخرى مما اختص به الحبيب صلى الله عليه وسلم لذاته في الدنيا.
• نصر بالرعب صلوات ربي وسلامه عليه.
• مفاتيح خزائن الأرض بيده صلى الله عليه وسلم.
• ذنوب مغفورة له صلى الله عليه وسلم من المولى عز في علاه.
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
