في كل صباح أذهب للمكتب في أحد أبراج محافظة جدة وعند دخولي أو خروجي للبرج أرى الكثير من جميع طبقات الناس من ذكر وأنثى عند المدخل وفي المصعد ومن بين كل عشرة منهم تسعة في أيديهم جهاز الجوال.. لا أحد ينظر ولا يتحدث مع الآخر كأنهم في عزلة تامة مع هذا الجهاز.
وفي إحدى المرات كان معي في المصعد رجل في العقد السادس من العمر شكله يدل على أنه غربي.. نظر إليّ وقال باللغة العربية: مرحبًا، لماذا أنت من دون كلِّ مَن معنا في المصعد جوالُه في جيبه؟.. فرددت عليه بالمداعبة وقلت له باللغة الإنجليزية: أنا لا أعرف عربي.. فقال: وأنا كذلك لا أعرف إنجليزي رغم أنني إنجليزي.. لا شك أنه كان يمزح.. طلب مني رقم جوالي وقال: أنت تتحدث اللغة الإنجليزية بلهجة إنجليزية.. تبادلنا الحديث وأرقام الهواتف حتى وصل كل منا إلى دور مكتبه.
الخلاصة من هذا الحدث أن جهاز الجوال لم يمنع أحدًا منا (الاثنان) من التعارف على بعض رغم أننا من بلدين مختلفين ولغتين ومذهبين وأمتين.. بكل أسف شديد جهاز الجوال أصبح اليوم هو السيد ونحن العبيد.. إدمان أسوأ من المورفين..
إذا أردت أن تعرف ما إذا كنت مدمنًا لجهاز الجوال عليك أن تسأل نفسك هذه الأسئلة التي وضعها البروفيسور الأمريكي ديفيد غرينفيلد في بحثه الذي أجراه.. وقد كشف مركز التقنية وإدمان الإنترنت بالولايات المتحدة عن طريق استبيان أعده استشاري الأمراض النفسية الأستاذ الدكتور غرينفيلد عما إذا كنت مدمنًا على استخدام هاتفك الذكي.
قال د. ديفيد غرينفيلد مدير المركز: إن قرابة 90 في المائة من الأمريكيين يقعون ضمن خانة الاسراف وإساءة استخدام الهاتف الذكي، وما بين 10 إلى 12 في المائة، يمكن تصنيفهم كـ»مدمنين» على الجهاز.. حسبما تناولته سي إن إن.. وبحسب الاستطلاع الذي أجراه المركز، فإن قرابة 61 في المائة من المشاركين، وعددهم ألف شخص، يخلدون للنوم وهواتفهم المحمولة إما تحت الوسادة أو قرب السرير، ويصاب أكثر من 50 في المائة بالقلق واللهفة لدى نسيان هواتفهم بالسيارة أو المنزل، أو عند انقطاع الخدمة أو تعطل هواتفهم.
وللتعرف عن ما إذا كنت تعاني من مشكلة «إدمان» على هاتفك الذكي أو من «المسرفين» في استخدامه، راجع هذه المؤشرات العشرة واختبر نفسك تجدها في الشبكة العنكبوتية تحت مسمى «ديفيد غرينفيلد» ويصل لك التشخيص عبر البريد الإلكتروني.. والله المستعان.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
