Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

إنه الفراق؟!

A A
كان تجميد معالي وزير الإعلام الأستاذ علي الشاعر مسيرة إنشاء هيئة مستقلة للإعلام الخارجي، هو القشة التي قصمت ظهر العلاقة بيني وبين معاليه. وتقدمت باستقالتي أكثر من مرة، وطلبت منه أن يرفع بطلب نقلي لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ودعمت طلبي بخطاب من معالي مدير الجامعة -آنذاك- الدكتور عبدالله نصيف. إلا أن معاليه كان يبلغني أنه لا يستغني عن وجودي في فريق العمل معه، إلى درجة قلت له في أحد الأيام إن كلامك يا معالي الوزير يُسعدني، ولكنه يُذكرني بالمثل الذي يقول:

«اسمع كلامك يعجبني.. أشوف الواقع أستغرب»، بعد أن حوَّرت الكلام تأدباً!!

****

ولا أريد أن أخوض هنا في قرار مغادرة وزارة الإعلام وتفاصيله، لكنه جاء إثر لقاء عاصف مع الوزير الشاعر استقر فيه معاليه إلى أن الوقت قد أزف لرحيلي. وكانت المفاجأة أنه تجاوز طلبي بالتوسط لنقلي لجامعة الملك عبدالعزيز، وقدم باسمي طلباً للتقاعد.. المُبكر. وقد انتهى الوضع بغير ما ارتأه الوزير بطلب تقاعدي، وصدر الأمر السامي بنقل خدماتي لوزارة الخارجية.

****

واليوم.. وأنا خارج كل مهام وظيفية أنظر بحيادية إلى وضع الإعلام الخارجي في ظل تزايد التحديات الدولية والهجوم الشرس والمستمر على المملكة العربية السعودية، أرى أن أداء الإعلام السعودي الخارجي ليس في مستوى مكانة المملكة وتأثيرها في العالم..

****

وإذا كان مجلس الشورى الموقر قد أوصى بدراسة إنشاء هيئة مستقلة للإعلام الخارجي، فإن هذه الدراسة موجودة بالفعل، وصدر قرار مجلس الوزراء رقم (200) وتاريخ 18/11/1402هـ، 07/09/1982م بالموافقة على إنشاء هيئة للإعلام الخارجي وتهيئة كل المتطلبات اللازمة لها، وكل ما تحتاجه هو تحديثها وإخراجها إلى النور.

ولا أدري ما إذا كان مجلس الشورى قد اطلع، قبل إصدار توصيته، على قرار مجلس الوزراء والوثائق المُلحقة به؟!.

#نافذة:

لقد دأب أصحاب القرار بين حين وآخر على إعادة الهيكلة الإدارية للمؤسسات الحكومية بما يحقق المصالح العليا للدولة والمواطن. وقد آن الأوان أن تعاد هيكلة الإعلام الخارجي ليسمو إلى طموح الدولة، ويرتقي إلى تطلعات المواطن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store