Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

الإسلام عقيدة وليس تخصصاً مهنياً

A A
الإسلام دين مُنزَّل من المولى عز وجل على نبيه الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو منهج حياة ومسير للحياة وتعاليم تُتَّبع من كل مسلم، وأما التخصصات العلمية المهنية فهي للأعمال الدنيوية وإن كان فيها أجر لمن توخَّى العمل بها لوجه الله تعالى وأخلص فيها وبها لعمارة الأرض.

وما دعاني لهذا القول إلا أن البعض يعترض على نقاش أي كان في الدين إلا إن كان متخصصاً به مثل الطب والهندسة، ونسي أو تناسى أو جهل أني لست في حاجة لأكون طبيباً أو مهندساً أو ما الى ذلك من علوم وآخذها وقت ما أحتاج لها من المتخصصين لأنها لا تسير حياتي ولا تمس كياني، أما الإسلام فهو منهج حياة ووجب عليَّ معرفة تفاصيل ذلك، وأنا كمسلم مخير بين أن أكون أحد اثنين: إما مجتهد أبحث بين الأدلة وما ثبت منها وأكثرها قرباً الى ما أنا فيه من اجتهاد وأرجحه، وإما مقلد لمجتهد وتابع لدليله، والمسائل الثابتة والثوابت التي تمس العقيدة التي لا خلاف فيها أقل بكثير من المسائل الفقهية المختلف في أحكامها، وللعلم أهل الذكر لكل منهم سلفه من الصحابة والأولين.

لذا على الدعاة والخطباء والعلماء وعلى كل ممتطي المنابر أن يوضحوا جميع الأقوال في المسائل الفقهية من على المنابر وللمسلم الخيار باتباع أي قول، ولا يقل قائل إن من تتبع الرخص فقد تزندق، فهذا اتهام خطير للعلماء المختلفين، فإن تزندق مرة من تتبع الرخص، فقد تزندق- قياساً على رأيهم- ألف مرة من ثبتت لديهم الرخص، وهذا مرفوض!!.

ومن هنا أدعو وزارة الشؤون الاسلامية إلزام خطباء المساجد ومن يتبعها إذا ما عرضوا مسألة فقهية مختلفاً فيها عليهم إيضاح الخلاف وتبيان ذلك علناً، وله أن يقول أنا أتبع هذا الحكم وليس له إنزال الآخرين على ما يؤيد في المسألة.

وأمثلة لتلك الأمور وليس حصراً لها وما أكثرها ويستجد منها الكثير مع مرور الزمن، الأخذ من الشعر والأظافر في العشرة الأوائل من ذي الحجة وإخراج زكاة الفطر نقداً ومما استجد قيادة المرأة للسيارات.

ومن أسباب الفرقة محاولة إنزال الكل على رأي واحد قصراً، ورحم الله الإمام مالك لما أراد الخليفة أبو جعفر المنصور إنزال الناس على الموطَّأ وعِلْم الإمام مالك، لم يجبه ورفض، على قدر صحة الموطأ وما قيل عنه، وقال قولته المشهورة: «الكل يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر» مشيراً الى القبر الشريف الذي يضم أطهر جسد على الوجود نبي الأمة صلى الله عليه وسلم.

نختم بذكر ما اختص بشفاعته صلى الله عليه وسلم دون غيره في الآخرة.

• الشفاعة في استفتاح الجنة.

• الشفاعة في تقديم من لا حساب عليهم في دخول الجنة.

• الشفاعة فيمن استحق النار من الموحدين أن لا يدخلها.

• الشفاعة في إخراج عصاة الموحدين من النار.

• الشفاعة في رفع درجات ناس في الجنة.

• الشفاعة في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store