Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

عندما تغيب الحقائق.. أين القوة الناعمة؟

A A
خلال رحلتي الأخيرة إلى باريس لاحظت أن بعض الإخوة العرب عند الحديث عن الحج والأزمات التي تمر بها منطقة الخليج العربي، أكثر الردود لديهم يغلب عليها الانفعال وعدم الموضوعية والقفز فوق المنطق وعند المواجهة تحصل المقاربات في وجهات النظر وتلين حدة التوتر إلى حد الاعتذار.

ومن ذلك يتضح بأن إعلامنا الخارجي مغيب عن الدور الذي يفند الافتراءات ويوضح بعض الجوانب المزورة فيما يخص الموقف من القضية الفلسطينية والحرب في اليمن ومقاطعة قطر وكذلك الموقف من إيران.. كل حالة تتطلب ملفاً إعلامياً خاصاً مدعوماً بالوثائق التي تفند الادعاءات وتوضح مواقف المملكة عن كل حالة حتى يعلم المواطن العربي المغترب الدور الذي تقوم به السعودية ودورها القيادي في كل القضايا العربية والإسلامية، أما الصمت أو الردود الخجولة فلا تنفع عندما يكون هناك حملات متتالية هدفها التشويش على الجهود السعودية العظيمة لخدمة الإسلام والمسلمين، ونجاح مواسم الحج المبهر في كل عام أكبر دليل على ذلك.

التوتر الذي يسود العالم العربي لا يمكن تفريغ حممه بالتهجم على السعودية التي لها دور إيجابي في كل ميدان.. كما أن ما تقوم به المملكة لدعم الشعب الفلسطيني لا ينكره إلا جاحد، وفي المقابل نرى المَشاهد التي تقوم بها بعض العناصر الذين فقدوا أهمية مركزية القضية في وجدان كل عربي، وأصبحوا لا يميزون العدو من الصديق.

في اليمن قام التحالف من أجل الحفاظ على الشرعية ووحدة اليمن والتصدي لتدخل إيران الذي مراده تفكيك اليمن ونصرة عميلها الحوثي والهيمنة على المنطقة. أما قطر التي أصبح بها ثلاث قواعد عسكرية أجنبية أمريكية وتركية وإيرانية لحماية نظام الحمدين من الشعب القطري المغلوب على أمره وهذا أكبر برهان على جنون العظمة الذي أصيب به الحَمَدان وهم يعلمون أن الحل في الرياض وليس في أنقرة وإيران أو في فتاوى القرضاوي واستشارات عزمي بشارة.

التواجد الأمريكي في المنطقة ليس غريبًا وقد تمليه الضرورة في بعض الحالات ولكن التناقض بين وجود أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة في دولة تصطف ظاهريًا مع إيران التي تصعِّد باستمرار مواقفها ضد أمريكا «الشيطان الأكبر» كما يحلو لنظام الخميني وأتباعه تسميتها يكشف النوايا القطرية المزدوجة التي لا تتوقف عن شن حملات إعلامية محملة بالأكاذيب ضد تحالف دعم الشرعية في اليمن!.

تركيا أردوغان تحلم في الهيمنة على المنطقة وتستغل أي ثغرة للتعلل بها وهي واهمة بأن العالم العربي سيقبل التتريك على يد أردوغان أو غيره وهم أيضًا واهمون وكل محاولاتهم مآلها الفشل.

الموقف السعودي الإماراتي هو صمام أمان لإفشال كل المخططات المغرضة ضد العرب ودول الخليج أياً كان مصدرها.

وآخر القول.. إن التشويش على الإنسان العربي سواء كان في بلده أو مغتربًا يتطلب خطة إعلامية شفافة توضح الحقائق وتزيل الشكوك وتفند الافتراءات التي يروج لها الإعلام المعادي.. وتكوين نظرة موضوعية من خلال القوة الناعمة عن واقع الصراع على الشرق الأوسط.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store