Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

أبرز الملامح في أول عملية للتسامح

الحبر الأصفر

A A
هُنَاك شِبه إجمَاع بَين البَاحِثين الغَربيّين، الذين دَرسُوا فَضيلة التَّسَامُح، بأنَّ أوّل عَمليَّة تَسَامُح تَمَّت فِي التَّاريخ، كَانَت قَبل 3800 سَنَة عَلَى أَرض مِصر، عَلى يَد وَزير الاقتصَاد المِصري؛ النَّبي «يوسف» –

عَليه السَّلَام-..!

تَقول القصّة التي رَوتهَا كُلّ الكُتب السَّمَاويَّة: إنَّ يُوسف كَان لَه إخوَة كَثيرون، وكَان أَبوه يُحبّه أَكثَر مِن إخوَته، لِذَا سَعَى الإخوَة لقَتلهِ، ولَكنَّهم غيّروا رَأيهم، وأَلقُوه فِي البِئر، وبَعد ذَلك التقطَه بَعض السيَّارة، وبَاعوه بثَمنٍ بَخس، دَرَاهِم مَعدُودَة، وكَانوا فِيهِ مِن الزَّاهِدين..!

ثُمَّ اتُّهِم -زُورًا- باغتصَاب امرَأة العَزيز، ثُمَّ أُلقِي فِي السّجن، وبَعد أَحدَاثٍ كَثيرة يَعرفهَا النَّاس، أَصبَح «يوسف» وَزيرًا للعَزيز، وبيَده العقُوبَة وبيَده السَّمَاح..!

ثُمَّ دَارت الدُّنيَا مَرَّةً أُخرَى، فأَصَاب الجُوع إخوَة «يوسف»، فذَهبوا إلَى مِصر، وكَانوا فِي مُواجَهَة مَع أَخيهم الوَزير، الذي عَرَفَهم دُون أَنْ يَعرفُوه..!

كَان بإمكَان «يوسف» –

عَليه السَّلَام- أَنْ يُعَاقبهم، ويَنتَقم لنَفسهِ، ولَكنَّه اختَار الصَّفْح والتَّسَامُح، وعَاملهم مُعَاملة غَيرهم، بَل أَكرَم مَثوَاهم، وعَاملهم أَكثَر مِن غَيرهم..!

وقَد عَلَّق عَلَى القصّة، العَالِم اللُّورد «جوناثان ساكس» قَائِلاً: (إنَّ لِقَاء «يوسف» بإخوَتهِ، يُعتَبر ولَادة يَوم التَّسَامُح العَالَمي)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: يَقول أَكثَر الدَّارسين: إنَّ «يوسف» سَامح إخوَته، لأنَّه وَجد مِنهم مَا يُسمِّيه السيّد «جوناثان ساكس»: «التَّوبَة الكَامِلَة»، ومَا يُسمِّيه الفُقهَاء: «التَّوبَة النَّصُوح»، وهَذا يُؤكِّد أَنَّ التَّسَامُح؛ يَحتَاج إلَى أَنْ يَشعُر الطَّرف المُسيء بإسَاءَته، وأَنْ يَندَم عَليهَا، وأَن يُقلِع عَنهَا..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store