Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

قصة حياتي..!!

A A
هل استرجعت يوماً قصة حياتك؟، هل فكرت بأن تحكي أو تكتب جزءاً منها؟.. أعتقد القليل منا فعل ذلك، ولكن الجميع يدرك جيداً قصته وكيف أمضى سنوات حياته يكتبها على جدار الأيام والليالي، جمع بها الفرح والحزن، والمكسب والخسارة، والنجاح والفشل، والعلم والجهل، والصحة والمرض، وغيرها من الأدوات التي تمر بنا ونستخدمها بإرادتنا أو رغماً عنا، إلَّا أننا جميعاً نريد لقصة حياتنا أن تكون ذات أهمية، وذات مغزى، قصة عظيمة، عندما تروى تعبِّر عنا بحبكة لا تخلو من الإثارة والفكاهة والمآسي تثير فضول السامع وتؤثر فيه، ولكن كيف لنا أن تكون كذلك؟!

ليس معنى أن تكون قصة حياتنا ذات مغزى أن نكون أثرياء أو مشاهير أو من ذوي المناصب العليا، ولكن ببساطة كل ما علينا أن نقوم به لتكون قصتنا ذات مغزى، هو أن نحدث فرقاً مع الآخرين يوماً بعد يوم أينما كنا، وأياً كان ما نملك، ونعيش كل يوم بشكل متعمد بكل ما نقوم به، فصدقاً لا حدود تقريباً لما يمكننا القيام به، بدءاً من تغيير أنفسنا، وعائلتنا، ومجتمعنا، وأمتنا، فقط عندما نستخدم متعمدين حياتنا اليومية لإحداث تغيير إيجابي في حياة الآخرين، عندها نعيش حياة ذات أهمية وذات مغزى كبير.

معظم الناس عند سماع أي قصة يتفاعلون معها عاطفياً وفكرياً ويتساءلون بأنه يجب فعل أي شيء حيال ذلك! لكنهم لا يذهبون الى أبعد من ذلك! لأن لديهم قناعة كبيرة بأنهم لا يمكنهم فعل أو معالجة أي شيء، لأنني شخص واحد، ولكن الحقيقة الغائبة بأن الشخص الواحد هو بداية، يمكنه أن يحدث أي إنجاز أو اختراع وأن يحدث أي تغير عن طريق مساعدة شخص آخر، يلهمه ويحفزه، ويعملان معاً لمساعدة الآخرين ليكونوا إيجابيين ومن ذوي التأثير بشكل متعمد، ونوجد حقيقة معنى الحياة لأنفسنا، ولا نسقط كآبة حياتنا على بقيتنا ونحمل على كاهلنا بأن حياتنا بلا معنى ووجودنا غير ملحوظ.

قد يكون ما مضى من حياتنا لم نكتب قصتنا بما كنا نتمناه، ولكن الحقيقة المفرحة أنه يمكننا تغيير ما تبقى لنا منها من الآن، ونتحول من رواة لقصص تاريخية ذات مغزى ملهم، بأن تكون حياتنا التي نعيشها نحن هي القصة ذات المغزى التي تحدث الفرق لمن يتابعها ويسمعها، فهناك لازالت بعض الصفحات الفارغة في قصتنا يجب أن نكتبها بشكل أفضل ومتميز نقدمها هدية مثمرة لمن حولنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store