Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

العلم سنة ونهج

A A
أيَّام قليلة، وتعود الحياة إلى انتظام مواعيد النوم والصحو بعد شهور من الراحة والاسترخاء بفضل إجازات مدرسيَّة امتدَّت لمدَّة قاربت أربعة شهور هذا العام، تخلَّلها شهر رمضان الذي تحوَّل عند كثيرين إلى شهر سمر حتَّى مطلع الفجر ونوم إلى الظهر والعصر! وتبعه موسم الإجازات لكلٍّ حسب مقدرته، فمن القادرين على تمضيتها داخل المملكة، وسواهم من اختار أرض الله الواسعة سائحاً، حيث الماء والخضرة والوجوه المشرقة التي أتقنت مهنة السياحة، والتعامل مع السوَّاح لإغرائهم بإنفاق المال عن طيب خاطر في الفنادق والمطاعم، ومجمَّعات الترفيه التي يقصدها البالغون وأطفالهم على حدَّ سواء.

عودة الطلبة والمدرسين إلى المدارس والمعاهد والجامعات باتت على الأبواب. يُصاحب هذه العودة؛ عودة غالبيَّة ربَّات البيوت إلى الاستيقاظ مبكَّرًا لمباشرة تهيئة الأبناء والبنات ممَّن هم في مراحل الدراسة للذهاب إلى مدارسهم. الجديد في هذا الموسم، مشاهدة سيَّارات تقودها الأمهَّات والأخوات بعد أن حصلن على رخصة القيادة، وتقبَّل الغالبيَّة من المجتمع رؤية الجنس الناعم وراء طارة القيادة... حلم طال انتظاره تحقَّق عند الغالبيَّة من سيَّداتنا. وقد كان من قبل مثار تشويش من جهاتٍ تتلقَّط من الأخبار ما يُشكِّك بكفاءة بعض الأنظمة المعمول بها في بلادنا. ومردُّ ذلك حقدهم على ما حقَّقته المملكة خلال المئة سنة الأولى من قيامها في مجالات توثيق عرى ترابط المجتمع على تعدَّد أطيافه، وتمتينها في خطط التنمية، لترتقي بمملكتنا إلى مصاف الدول المتقدِّمة علميًّا وعطاء. ولجهل هذا الفريق المتشكِّك في عدم القدرة على فهم تركيبة المجتمع السعودي حديث التكوين على يد المؤسِّس طيِّب الله ثراه الذي أنهى عقودًا من التشرذم والتفرقة والجهل والتخلَّف، فأعاد أمور الحكم والإدارة إلى ما جاءت به شريعة الإسلام وسنَّة نبيِّه المصطفى الذي بُعِثَ ليُتمّم مكارم الأخلاق؛ وكرامة الإنسان في مقدَّمتها، خاصَّة على مراحل تتناسب وتشييد البناء الحضاري للوصول لرؤية 2030 التي رسم معالم مسارها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بتوجيه من والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظهما الله، محقِّقة تطلُّعات الأمَّة، واضعة الأمور في نصابها، وفاتحة الأبواب التي كانت لعقود عديدة موصدة في وجه المرأة السعوديَّة، لتأخذ دورها في البناء والتوجيه والإدارة.

ومن الجدير بالتقدير والثناء، ما ناله العلم والتعليم من عناية ورعاية رفعت مستواه في مملكتنا عاليًا، حتَّى عن مستواه في بلدان الجوار العربيَّة. وقد كان شريعة، والآن نهجًا وقاعدة ثابتة في إعلاء شأن مملكتنا، ورقيِّ مجتمعنا. والأمل معقود بعد الله على رؤية 2030م.

ماليزيا من البلدان الآسيويَّة، وفنلندة من دول النورديك اللتين استثمرتا في التعليم لتصبحا في مقدِمة دول العالم في الرقيِّ والرخاء. ولا يغيب عن البال: أن العلم فريضة على كلّ ِمسلم ومسلمة. وسنَّة عن نبيِّنا عليه الصلاة والسلام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store