Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

الطريق إلى حكومة سودانية خالية من العطب

إضاءة

A A
48 ساعة أو 72 أو 96 ساعة تأخير في إعلان تشكيلة الحكومة السودانية لا يهم.. المهم هو خلو التشكيلة من أسماء أو شخصيات معطوبة أو مضروبة أو غير ناضجة، بمفهوم الفواكه، والمسمومة أو الحامضة أو المشمومة بمفهوم الأغذية؛ أو الفاسدة أو منتهية الصلاحية بمفهوم الأدوية.

من حق السيد حمدوك أن يدقق ويتأمل ويفرز كما يريد، لأنه في النهاية سيُسأل ويُستجوب عن كل وزير، كيف ولماذا جيء به، وعن كل قرار اتخذه، وكل قرار لم يتخذه. عن كل جنيه صرفه، وعن كل جنيه لم يصرفه.

في ضوء ذلك يصبح من حق السيد حمدوك أن يتأنَّى وأن يراجع كل الثمار المقدمة له من حدائق السودان الغنَّاء اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا وتربويًا وصحيًا ورياضيًا.

من حقه أن يُعيد كل ثمرة لم تنضج مهما كان لونها أو شكلها يسر الناظرين، فمن المهم أن تكون كل الثمار جيدة، وليس فقط تلك الموضوعة على وش القفص!

هذا عن الرئيس حمدوك، أما عن الوزراء الجدد، فهم بالتأكيد يُدركون جيدًا طبيعة المرحلة وظروفها وتعقيداتها ومن ثم عليهم مراعاة ما يلي:

كل كلمة محسوبة عليك فور أداء القسم، فتأنَّى وتمهَّل وانتظر.

لا تبالغ في الوعود، ولا تعمد إلى تزويق أي صورة إن كانت سيئة.

لا تركن إلى التلويح أو تبرير أي فشل بإرث النظام السابق، وصارح الناس فضلاً عن حمدوك بواقع الحال أولاً بأول.

كل العيون مفتوحة عليك، ومن يُحبونك سيبلعون من أجلك الزلط، ومن يكرهون ثورتك، سيتمنون الغلط!

استقيل فورًا إذا عجزتَ عن تقديم شيء حقيقي وملموس لسببٍ أو لآخر، مع مصارحة حمدوك بالموقف أولا بأول.

لا تبالغ في التغريدات «عمَّال على بطَّال»، وكن حذرًا من كل وسائل التواصل!

لا تبالغ في السفريات بحثًا عن الأضواء.. أضواء الفلاشات الخارجية لن تنفعك!

خفف الوطء، ولا تنسى طوال الوقت أنك تدوس في الطريق لمجلس الوزراء على أرض ارتوت بالشهداء، الذين جاءوا بك، وبحمدوك، بل بالبرهان ذاته!

اجلس مع نفسك كثيرًا في نهاية اليوم، وحكِّم ضميرك فيما أنتجته أو حصدته.

ادرك أن هذه مبادئ عامة ينبغي أن يُراعيها أي وزير في أي دولة، لكن واقع الأمر في السودان يُحتِّم الالتزام من أول دقيقة في السلطة.

لن أقول إنها مباراة بين فريقي المدنيين والعسكريين، والحَكَم فيها هو الشعب، لأن لكل فريق مهمته.

ولن أقول إنها مناورة أو مصيدة أو مستنقع أو نحو ذلك من العبارات والمصطلحات الجاهزة.

لكني أؤكد أن ثمَّة مَن يتمنون الفشل، ليس لحكومة السودان المدنية، ولا للسودان كله، وإنما للمنطقة كلها، تمهيدًا لمنطقة جديدة تأتي على هوى المخططين، الذين لم ولن يكفيهم من النيل إلى الفرات!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store