Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

مملكتنا.. أرض التراث والحداثة

A A
مع بداية العام الدراسي الجديد، وعودة مَن تمتَّعوا بإجازات الصيف داخل المملكة وخارجها إلى أرض الوطن، تعود الزحمة إلى مطاراتنا، ويزداد إرهاق العاملين فيها، حيث إنهم لم يلتقطوا أنفاسهم من ضغوط العمل، وهم يؤدُّون مهامهم في استقبال ضيوف الرحمن وتوديعهم،

ومن قبلُ استقبال الوافدين لمواسم العمرة في رمضان المبارك وتوديعهم.

ازدحامٌ من شأنه أن يُقلِّل من متعة العائدين من إجازاتهم، وهم ينتظرون في صالات القدوم المزدحمة لختم جوازات السفر، فانتظار أمتعتهم، ومن ثمَّ الخروج من الصالات إلى مواقف السيَّارات، ليمضوا نحو الساعة والثلاثين دقيقة في المتوسط في صالات القدوم، مع ما يرافقها من درجاتِ حرارة مرتفعة عمَّا ألفوه قبل ساعات قليلة في المصايف! أمرٌ يتكرّر كلَّ عام مع القادمين من خارج المملكة، فيتقبلونه دون تذمُّرٍ تقديرًا منهم لمواعيد العودة في أيّام قليلة، ورغبةً في اغتنام آخر ساعات أيَّام إجازاتهم في

بلد المصيف.

أمَّا ركَّاب الرحلات الداخليَّة، فشكاياتهم من الزحمة، ومن صعوبة الحصول على مقاعد في الخطوط المفضلة لهم تكون على مدار السنة. غير أنَّ الأمل يحدوهم في أن يُسهِّل الله تنفيذ خطط شبكات السكك الحديديَّة، وتسيير القطارات السريعة بين أرجاء المملكة شرقًا وغربًا، ومن شمالها إلى جنوبها، برحلاتٍ ومواعيدٍ منتظمة متتالية، تُخفِّف الضغط على الرحلات الجويَّة الداخليَّةِ.

أمَّا ضيوف الرحمن الذين أدُّوا مناسك حجِّهم وزيارتهم هذا العام، ولم يتمكَّنوا من أخذ القطارات السريعة في تنقُّلاهم بين المدينتين المقدَّستين، فنرجو أن يتمَّ لهم ذلك في السنوات القادمة. وربَّما كان تنقُّل ضيوف الرحمن الموسمي بين المدينتين المقدَّستين بالقطار لا يتطلَّب المزيد من العربات حاليًّا، ونتوسَّم انتشار شبكة القطارات السريعة داخل المملكة، وتَنَاسُب عدد العربات لتلبية حاجات المواطنين وتسهيل أمورهم وراحة تنقُّلاتهم. وفي الوقت ذاته، يُتاح لضيوف الرحمن -الذين مُنحوا تأشيرات دخول صالحة للحجِّ والعمرة والزيارة والسياحة داخل المملكة- التعرف على معالم مدن المملكة وما لها من تراث حضاري. وقد أبدى هذه الرغبة العديد من ضيوف الرحمن لموسم حجِّ هذا العام 1440، وهم يُتابعون ما تنقله شاشات الفضائيَّات من احتفالات مدينة الطائف بسوق عكاظ، وما صاحبها من مهرجانات تراثيَّة وترفيهيَّة في العديد من مدن المملكة، عرَّفت المشاهدين إلى ما فيها من طبيعة جذَّابة وتراث حضاري يمتدُّ إلى فجر التاريخ. كما تابع بعضهم حلقات «لفَّة المملكة» التي تُقدّمها فضائيَّة MBC ممَّا أغراهم بجولات مماثلة إذا ما نظَّمتها الجهات المختصَّة بالسياحة والآثار. وفي تقديرهم أنَّ مثل هذه الجولات ستغري الآلاف من عشَّاق التاريخ والتراث بالزيارة، والتجوُّل في أرجاء المملكة، التي شهدت ولادة الحضارة، وتُواكب التقدُّم والحداثة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store