Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

البرهان وحمدوك يستجيبان للجيل «راكب الراس» !

إضاءة

A A
ليست أسماء أبوبكر، وزيرة الخارجية، وحدها هي المفاجأة السارة في حكومة السودان الجديدة، فهناك عبارة من رئيس الوزراء عبدالله حمدوك أهم كثيرا، تقابلها أخرى لا تقل أهمية بل تزيد، من عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة.

قال حمدوك في عبارة تاريخية: إننا نطمح في بناء اللبنات الأساسية لقضاء مستقل.. والحق عندي أن هذه «العبارة» تعكس التمسك منذ اللحظة الأولى للفترة الانتقالية بمستقبل أفضل للأجيال الحالية والقادمة بإذن الله.

وعلى نفس الخط وبنفس الروح الوثابة لمستقبل أفضل، جاءت عبارة البرهان لتكمل الصورة- صورة السودان القوي الآمن-، وفي ذلك يقول الفريق: نطمح لبناء جيش وطني قوي بعيد عن الاستقطاب، وبعيد عن العمل السياسي.

قلتُ في مقالٍ سابق إن على الطرفين المدني والعسكري أن يُدرِكَا ويستوعبا المهمتين الموكولتين إليهما من الشعب.. قضاء مستقل يرسي دعائم المساواة والعدل.. وجيش قوي يحافظ على حدود السودان ووحدته.. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

إن دولة غنية بمواردها الطبيعية، وبما حباها الله من خصوبة، لا يمكن أن تهنأ بهذه الموارد وتزيدها إنتاجًا؛ ما لم يكن هناك قضاء مستقل، يحفظ الحقوق للجميع، ويساوي بين الجميع ويراقب الجميع.

وبالجملة فإن اقتصادًا قويًا يزيد من حركة التجارة والعمل والإنتاج والتجارة لا يمكن أن يواصل مسيرته دون قضاء مستقل.

كما أن دولة ذات اقتصاد ثري وشعب أبي، لا يمكن أن تستقر، ما لم يكن هناك جيش قوي ساهر على الحدود، وحارس للحدود، ومدافع عن الحدود.

يقينًا، إذا أفرزت المرحلة الانتقالية هذين الأمرين، سيكتب لحمدوك والبرهان بحروفٍ من نور أنهما أرسيا الدعامة الأساسية اللازمة لسودان قوي، ولجيل أطلق على نفسه مؤخرًا اسم «الجيل راكب الراس»!

أُدرك أنه في الطريق لبناء قضاء مستقل، ثمة عراقيل ومصدَّات، لكنها تهون وتتضاءل إذا كان الهدف هو بناء السودان الجديد.

وأُدرك كذلك أن طريق الابتعاد بالجيش عن السياسة والعمل السياسي محفوف بالمنحدرات، لكنها تهون كذلك إذا كان الهدف هو عزّة السودان.

تحية للبرهان إن هو مضى في طريقه غير آبه بالمغريات.. وتحية لحمدوك إن هو مضى بنفس الروح والعزيمة، غير آبه بالمطبات.. وما أكثر المغريات والمطبات بعد كل ثورة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store