Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

ضرب المنشآت النفطية والمطارات!

A A
كم هم جبناء، أولئك الذين يصوبون حقدهم قنابل في طائرات مسيرة، ويختبئون كالفئران في جحورهم، العدو الجبان أشد خطراً من العدو الشجاع الذي يظهر أمامك فارداً صدره لتدافع عن نفسك وربما تهاجمه، لكن الجبناء هم الذين يختبئون خلف ظهرك، يضربون ويهربون، لا تعرف لهم هدفاً ولا تتبين لهم منهجاً غير الغدر بدوافع مختلفة، ربما مشاعر الحقد والحسد، كلما مس قلوبهم «علوك شأناً» مساً سفلياً فانطلق مارد الشر يأكل نفوسهم، ويقضم راحتهم، فيقذفون شرورهم باتجاهك لتنشغل عن مواصلة تقدمك وازدهار اقتصادك والترقي في ميادين الحضارة المختلفة، وهم خلفك بحاجة إلى مئات السنوات الضوئية ليقاربوا وضعك، تنهش صدورهم الغيرة، ويأكل صدورهم الحسد، فيهاجمون مصدراً من مصادر قوتك بنذالة وخسة، كما فعل الحوثي في مهاجمته لأهداف مدنية، كالمطارات والمباني السكنية والمدارس وغيرها، وكما فعلت إيران عندما ضربت السفن في عرض البحر ثم أنكرت فعلتها، وضرب منشآت النفط التابعة لشركة أرامكو بطائرات مسيرة «بدون طيار».

الثلاثاء 10 سبتمبر 2019م، تعرضت منشأتا النفط التابعتان لأرامكو في بقيق وهجرة خريص، لهجوم طائرات بدون طيار كما أعلنت وزارة الداخلية السعودية، نتج عن الهجوم اندلاع حريق في معملين للشركة في محافظتي بقيق وهجرة خريص، وكما أعلن وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان، بأن الانفجارات أدت إلى توقف إمدادات الزيت الخام، بنحو 5،7 مليون برميل، أي نحو « 50% « من إنتاج الشركة، وسيتم تعويض جزء من الانخفاض لعملائها من خلال المخزونات، كذلك أدت الانفجارات إلى توقف إنتاج كمية من الغاز المصاحب بنحو ملياري متر مكعب يومياً، تنتج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي، أي تخفيض إمدادات غاز الايثان وسوائل الغاز الطبيعي بنسبة 50% أيضاً.

الهجوم الإرهابي أدى إلى تخريب عطل مكنة الإنتاج اليومي، وضخ البترول إلى الأسواق العالمية، أي أن الضرر الذي تعرضت له منشآت نفطية سيمتد أثره على الأسواق العالمية، لذلك حدث هذا الحراك السياسي الاستنكاري للأفعال الشيطانية التي تقوم بها الأذرع الإيرانية المنتشرة في عمق بعض أوطاننا العربية، وتمارس أفعالها العدوانية خسة ونذالة وحقداً توارثته أجيالهم على مر السنين، سكبته ايران في نفوسهم من خلال هيمنة الملالي جيلاَ بعد جيل، حقد لا يمكن استئصاله من نفوسهم مهما امتدت لهم الأيدي بالسلام، هي هذه طبيعة ذهنية العداء المتوارث في إيران.

الهجوم الأخير، وأنا على ثقة بأنه سيكون الأخير لأن قيادتنا لن تسمح لكائن من كان باستهداف منشآتنا ومصدر رزق العباد والبلاد، فالمنشآت النفطية لها أهمية بالغة تقارب أهمية المواقع العسكرية،

مملكة الحزم لن تقف عاجزة أمام هذا الاستفزاز المتواصل لأذرع إيران سواء في اليمن أو في لبنان أو العراق، فالتحقيقات ستسفر بالتأكيد عن مصدر الهجوم، حتى لو تبناه الحوثي، تظل الأرض التي انطلقت منها الطائرات بذلك العمق مصدر خطر يجب أن يصد وتعرف حدودها ومراميها، حتى لو أنكرت بعض الحكومات لكن الفوضى الضاربة في أراضيها تسمح لمثل هذا العبث الحوثي بأرواح العباد ومقدرات البلاد.

نحمد الله أن الأرواح لم تصب في ذلك الهجوم الغادر، وأن شبابنا رجال الإطفاء في أرامكو أثبتوا مهارتهم ودفاعهم المستميت لإطفاء الحرائق وتقليل الخسائر، حقاً رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه، هذا العنوان الذي رافق صور أبطال رجال الإطفاء الذين تمكنوا من السيطرة على الحريق في وقت قياسي، هم هؤلاء أبناء الوطن كما هم جنودنا على الحدود الجنوبية الذين يحمون أمننا وراحتنا ويواجهون الحقد والغدر والكراهية بصدورهم وقوة عزيمتهم وحبهم لهذا الوطن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store