Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

(كاد المريب أن يقول خذوني)

A A
في كل مرةٍ يقع حادث إرهابي في المنطقة بشكلٍ خاص، والعالم بشكلٍ عام، غالباً ما تجد أن أصابع الإرهاب الإيراني خلف ذلك الحادث، وغالباً ما تجد تصريحات النفي تنطلق من قم الملالي مع أن معظم الأدلة والشواهد تؤكد صلتهم وارتباطهم بتلك الحوادث الإرهابية، ويصدق عليهم المثل القائل: (كاد المريب أن

يقول خذوني).

الهجمات الإرهابية التي وقعت ضد المملكة مؤخراً هي عدوان تخريبي غير مسبوق، ولم يستهدف هذا العدوان المنشآت النفطية في المملكة فقط، بل استهدف تهديد السلم والأمن الدوليين والاقتصاد العالمي وإمدادات النفط للأسواق العالمية، كما يأتي هذا العدوان الغاشم امتداداً للأعمال العدوانية السابقة، والتي تعرَّضت لها محطات الضخ لشركة أرامكو السعودية باستخدام أسلحة إيرانية، كما أنه امتداد للاعتداءات المتكررة التي طالت المنشآت الحيوية، وهددت الملاحة البحرية، وأثَّرت على استقرار ونمو الاقتصاد العالمي.

بالرغم من المسرحية التقليدية الإيرانية، والتي قام بها النظام الإيراني وأذنابه بعد وقوع الحادث، والمتمثلة في نفي صلته بأي حادث من جهة، واعتراف المليشيات الحوثية المدعومة من إيران عن مسؤوليتها عن الهجوم باستخدام الطائرات المسيّرة من جهة أخرى، إلا أن كافة الشواهد والتحقيقات الأولية والتقارير الاستخباراتية تُؤكِّد بأن الأسلحة المستخدمة هي إيرانية، وأن الهجمات جاءت من شمال المملكة، وليس من المنطقة التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية في اليمن.

هذا العدوان الآثم على أكبر وأهم معامل معالجة الزيت الخام في العالم ساهم في انقطاع 5,7 مليون برميل يومياً من إنتاج الزيت الخام، والذي يُمثِّل نصف إنتاج المملكة، وبما يُعادل 6% من الإنتاج العالمي، مما أدى إلى رفع أسعار النفط، غير أن سمو وزير الطاقة قام بزف بشرى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- للمواطنين والمواطنات ومُحبِّي هذه الدولة بعودة الإمدادات البترولية لما كانت عليه قبل العمل التخريبي السافر، موضحاً بأنه بتوفيق الله ثم بقدرات شركة أرامكو السعودية، وسجلّها المميز في الأداء والكفاءة وجهود العاملين فيها وبيئة الأعمال التي يسَّرتها لها الدولة، فقد تم خلال يومين احتواء الأضرار، واستعادة أكثر من نصف الإنتاج الذي تعطَّل نتيجة العمل التخريبي، وستعود القدرة الإنتاجية إلى 11 مليون برميل يومياً، كما كانت بنهاية الشهر الحالي.

الحكمة والحنكة والهدوء كانت شعار القيادة في مواجهة هذا العدوان الآثم، مع التأكيد بأن هذا لا يعني السكوت على هذا العدوان، فالمملكة قادرة على التعامل معه وسيتم محاسبة كل من يقف وراء هذه العمليات الإرهابية، ولن يؤثر هذا العدوان على خطط طرح أسهم شركة أرامكو، بل ستُنفَّذ وفق الوقت الذي تختاره الدولة، وبذلك ستبقى المملكة مصدراً آمناً للطاقة، كما سيبقى الإرهاب الإيراني مصدراً لجميع العمليات الإرهابية في المنطقة بشكلٍ خاص والعالم بشكلٍ عام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store