Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

العبرة بخصوص التقصير.. لا بعموم التبرير

الحبر الأصفر

A A
مِن المُشكِلَات التي تُواجهنَا دَائِمًا، أَنَّ البَعض يُعمِّم الحَالَات الفَرديَّة الخَاصَّة، ليَجعلهَا حَالَات جَمعيَّة عَامَّة، وهَذه الفِكرَة قَد تَكون غَامِضَة، ولَا تَتَّضح، إلَّا إذَا ضَربنَا الأَمثِلَة والشَّوَاهِد، وأَعطينَا الإشَارَات والقَوَاعِد..!

خُذوا مَثلًا: هُنَاك صَديق لِي؛ لَديه زَوجَة هَشَّة، سَريعة البُكَاء، وإذَا ذَكر قصَّة عَنهَا لَا يَقول: «إنَّ زَوجتي هَشَّة بَكَّاءَة»، بَل يَقول: «إنَّ النِّسَاء حسَّاسَات، سَريعَات البُكَاء، ورَقيقَات العَوَاطِف»..!

مِثَالٌ آخَر: لِي صَديقٌ آخَر؛ كُلَّما قُلت لَه: تَعَال لنُمَارس رِيَاضة المَشي، اعتَذر بشَكلٍ غَريب، حَيثُ يُعمِّم مُشكلته الخَاصَّة ليَقول: «نَحنُ الرِّجَال نُحبّ الكَسَل». هَل لَاحظتُم كَيفَ أَنَّ الرَّجُل يَكره المَشي، ولَكنَّه لَم يَعتَرف بذَنبه، بَل جَعلَ تَقصيره عَامًّا، يَمتَاز بِهِ الجَميع..!

أَكثَر مِن ذَلك.. أَعرف لَاعبًا مُتوسّط المُستوَى، يَلعَب فِي دَوري المُحترفين، وأَعطَاه المُدرِّب أَكثَر مِن فُرصَة، ولَكنَّه كَان صَديق الفَشَل والإخفَاق، وإذَا سَألتُه: لِمَاذَا لَم تَلعب أَسَاسيًّا فِي الفَريق؟، قَال: «تَعرف يَا «أحمد»؛ أَنَّ اللَّاعِب السّعُودِي مُحَارَب -غَالبًا- فِي مَلَاعبنَا»، هَل لَاحظتُم كَيفَ أَنَّ صَديقي اللَّاعِب؛ جَعل قَضيّة إخفَاقه، مَسأَلَة وَطنيَّة عَامَّة..؟!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: قَبل أَنْ أُودّعكم، دَعوني أُعطيكم مِثَالًا وَاضِحًا؛ أَكثَر مِن الذي قَبله، وهو أَنَّ امرَأة تُحب التَّسوُّق، فسَألتُها: لِمَاذَا تَذهبين دَائِمًا إلَى السّوق؟، فردَّت قَائِلَة: «تَعرفنا يَا «أحمد»؛ نَحنُ النِّسَاء نَموت فِي التَّسوُّق، ونُحب الأَسوَاق، والذِّهَاب إليهَا كُلّ يَوم»..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store