Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

سوق عكاظ والجذب السياحي

A A
مصايفنا الجميلة ومنها الطائف المأنوس الذي تحتضنه جبال الحجاز- عسير، حيث الأجواء الماتعة، والبرودة المقبولة، خاصة في أشهر الصيف الملتهبة التي تتجاوز درجات الحرارة فيها حاجز الـ(45 درجة مئوية)، وربما تفوق ذلك أحيانا.

في صيف هذا العام 1440هـ ظهرت الطائف مميزة، حيث أقيمت بها فعاليات كثيرة، ومنها سوق عكاظ، الذي يهفو إليه المصطافون من معظم أنحاء المملكة ومن خارجها لكسب الحسنيين: الأجواء الجميلة المقرونة بزخات المطر وحبات البرد، والفعاليات العديدة التي أدخلت على مصايفنا الجميلة، ومنها سوق عكاظ.

الإقبال على سوق عكاظ كان كبيراً، حيث تلقَّى الناس هذا الحدث بكثرة الإيجابيات، ومنها: ربط أبناء هذه البلاد وزوَّارها من الخارج بماضينا التليد وتاريخنا العريق، وإعادة استثمار هذه المناسبات الجميلة والأمسيات الرائعة في تثقيف وترفيه أفراد مجتمعنا بما هو جيد ومفيد، وله مردود إيجابي على الجميع صغاراً وكباراً، شيباً وشبَّانًا، حيث شملت احتفالات السوق كثيراً من وسائل الترفيه من: الشعر، والأدب، وبعض الأغاني والأهازيج الوطنية القديمة، التي ما زلنا متمسكين بها حتى اليوم، وبمشاركة العديد من الدول بموروثاتها القديمة، حيث تنوَّعت الأذواق وتباينت العروض بما يتواءم مع هذا الحدث التاريخي، الثقافي، الترفيهي، مع ما يتناسب مع كل الأذواق.

هذا هو الترفيه الذي ننشده ونُعوِّل عليه في رفع المستوى الثقافي والإبداعي لدى شبابنا، وهذه الصور المُشرِّفة التي نُقدِّمها للجميع؛ بأن هذه هي مجتمعاتنا القديمة الحديثة، وما تضمه من أقوالٍ وأفعال تُدلِّل على أصالة العرب ومكانتهم في الجاهلية والإسلام من عيون الشعر، وحُب للكرم، والفروسية، والشجاعة، وأصالة الرأي، وجزل الكلام.

هذا هو الترفيه الذي نطمح إليه بأن تكون مناسباتنا مربوطة بماضينا التليد وحاضرنا المجيد، وأن نحيي من خلاله التراث القديم ونحافظ عليه ونباهي به الأمم، ونفخر بين الجميع بأن هذه البلاد ليست صحراء قاحلة، أو حضارة حديثة نشأت بعد ظهور النفط، ولكنها حضارة ضاربة في جذور التاريخ.

لا يخلو أي عمل بشري من النقص والقصور في البدايات، والتي يمكن تلافيها في الأعوام القادمة بإذن الله، حتى يبقى سوق عكاظ تظاهرة علمية، ثقافية، ترفيهية، ترسخ في موروثنا الثقافي والحضاري عن هذه الدولة، وتبقى ذكريات عكاظ صورة جميلة في بؤرة اهتمام جميع المصطافين الراغبين في قضاء أوقات ماتعة في طائفنا الجميل، حيث الخضرة وجمال الطبيعة، والأجواء الباردة، التي تأسر جميع المصطافين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store