Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

فساد أكشاك الشاي والقهوة!!

A A
انتشرت ظاهرة في أكشاك بيع الشاي والقهوة الموجودة في شوارع مدننا، وفي الخطوط السريعة التي تربط بينها، وهي أن تُعلِّق الشركات المالكة للأكشاك إعلاناً بجوار نوافذها، تحثُّ فيه الزبائن على طلب فواتير الشراء من بائعيها العاملين في الأكشاك، وإلّا صار طلبهم بالمجّان!.

فما هي يا تُرى قصّة هذا الإعلان من «طَقْطَقْ» لسلام عليكم، كما يقول أهل الحجاز الكرام؟.

الشركات تريد ضمان عدم قيام بائعيها بأيّ اختلاس، عبر بيع الشاي والقهوة دون تسجيل قيمتهما في ماكينات الحساب، ومؤشّر الاختلاس هو عدم إصدارهم لفواتير، فيؤول جزء من دخل الأكشاك لصالح البائعين المُختلِسِين، وهذا بالمناسبة من حقِّ الشركات، وهي قد صاغت الإعلان باحترافية وعبقرية، وحصرت الموضوع وكأنَّه شفرة استخباراتية مُهذَّبة بينها وبين زبائنها، تُقنعهم بها بطلب الفواتير ومساعدتها على تجنّب الاختلاس!.

لكنّ الإعلان من وجهة نظري الشخصية غير قانوني، لأنّ فيه اتهاماً مباشراً بإمكانية حصول اختلاس من بائعين معروفين ومُحدّدي الهوية، ولم يثبت عليهم اختلاس، وهذا يُسيء لسمعتهم، ولو كان هناك مُختلِس واحد بينهم، فربّما يوجد تسعة آخرون ممّن يتمتّعون بالأمانة، وكم هو مؤلم للبائع الأمين أن يقف بجوار نافذة الكُشك الذي يعمل فيه زبونٌ يطلب فاتورته قبل شايه أو قهوته، وينظر لعيني البائع بنظرات الشكّ بعد أن غسلت الشركة مالكة الكُشك مخّه، وأقنعته عبر الإعلان أنّ هذا البائع الماثل أمامه قد يكون محتالاً على ربّ عمله، ولو كان البائعون سعوديين لاعترضوا حتماً على الإعلان، لكنّهم وافدون ضُعفاء، وفدوا إلينا من أطراف الدنيا لكسب لقمة العيش، ثمَّ ما ذنب الزبائن أن يُقْحَمُوا في عملية عدم الثقة الحاصلة بين الشركات وعُمّالها؟، ولماذا لا تضمن الشركات عدم حصول اختلاس بطرقها الخاصة، لا بإقحام زبائنها فيما لا ناقة لهم فيه ولا جمل؟، وهل تعلم الشركات أنَّ هناك الكثير من الزبائن ممّن يتعمّدون عدم طلب فواتير نكايةً في الشركات، فيتشجّع بعض البائعين على الاختلاس؟، ولماذا لا تتفرّغ الشركات لتجويد مشروباتها وتترك زبائنها يستمتعون بها دون أن يتعكّر مزاجهم بأن يكونوا شهداء على فساد محتمل وسط روائح الشاي والقهوة؟. هذه مجرّد اقتراحات بريئة خطرت على بالي، وأنا أشتري شاياً في طريقي للعمل، فما رأي الشركات؟، وما رأي وزارة العمل والمختصّين في القانون؟، و»بلاش» جوّ من الفساد يُخِيّمُ على «كِيف» النّاس في مشروباتهم آناء الصباح وأطراف المساء!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store