Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

أهمية اليوم الوطني في حياة الشعوب

A A
نحتفل بمرور 89 عامًا على توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ومثل كل عام وفي كل الأعياد التي تمر علينا نفرح بأمننا واستقرارنا ونمو وطننا في كل الجوانب.. التعليم والصحة.. والبنى التحتية.. والتوسع في المشاريع التي تَعِد بازدهار متجدد مواكبة لمستجدات العصر.

قبل حلول اليوم الوطني في هذا العام استهدف الأعداء أكبر محطة للبترول في العالم في أبقيق وأخرى في حاضرة خريص وكان الحادث صدمة محلية وعالمية لأن المتضرر الأكبر في مثل هذه الحالة الاقتصاد العالمي برمته وليس مجرد إلحاق أضرار بالمملكة العربية السعودية.. وبعون من الله وتوفيقه استطاعت أرامكو بخبراتها وتجاربها العملاقة السيطرة على الحادث في ساعات محدودة وطمأنت العالم بأن إمكاناتها وقدراتها كانت في الموعد للاستجابة للمخاطر التي يُحتمل أن تتعرض لها مرافق ضخمة مثل منشآت أبقيق وخريص، وقبلها بأشهر حقل شيبة ومحطات عفيف وناقلات البترول في خليج عمان.

مصدر الاستهداف واحد نظام الملالي المارق في إيران الذي يخطط للهيمنة على المنطقة منذ مجيء الخميني إلى السلطة في عام1979م.. والحادث الأخير هو الأخطر بحجمه وتوقيته ودقة تنفيذه ويدل على مخطط إرهابي استهدف العالم من خلال أبقيق وخريص.

بادر ذراع إيران الحوثي بتبني العملية حتى يبعد الشك عن العقل المدبر ومصدر الضربة.. وبرغم إنه كان بالإمكان الانتقام من الحوثي مباشرة بصفته تبنى العملية إلا أن صاحب القرار كان له رأي آخر في التريث ومعرفة أكثر بالمصدر والأسباب وليشارك العالم في الوقوف على كل التفاصيل لأن الأمر لم يعد شأناً محلياً بل أصبح شأناً عالمياً تصل تداعياته كل دولة وتؤثر على الاقتصاد وحياة المجتمعات في المصانع بشتى أنواعها والنقل برًا وبحرًا وجوًا.. وإيران أرادت بذلك العمل الإرهابي تحقيق عدة مكاسب، الأول الخروج من طائلة الحصار الاقتصادي الذي فرض عليها عقابًا على أفعالها ومروقها على الأنظمة والقوانين الدولية، والثاني تعزيز مواقف أذرعتها الإرهابية في العراق واليمن ولبنان وسوريا، وثالثًا محاولة التخريب في الشأن السعودي الداخلي في مناسبة العيد الوطني، والرابع إلقاء ظلال الشك على مؤتمر العشرين القادم الذي تستضيفه المملكة في العاصمة الرياض.

كل هذه الأمور يلعب عليها مخطط الإرهاب الإيراني لدعم إستراتيجيته للهيمنة على المنطقة.

المطبلون السذج من الإخوة العرب يبلعون الطُّعم بحجة أن إيران هي المنقذ لتحرير فلسطين والحلفاء الدوليون يدركون أن المملكة بها مهبط الوحي وهي راعية الحرمين الشريفين وقبلة مليار ونصف مليارمسلم أي خُمس سكان العالم ويراقبون تقدمها وطموحاتها بحذر وفي مقدمة رؤاهم صراع الحضارات بين الإسلام والغرب.. كما أنهم يدركون أيضًا التخلف الذي حاصر العالم الإسلامي منذ انبثاق الثورات الصناعية المتلاحقة التي منحت الغرب منصات تفوّق متقدمة وحرم المسلمين من فرص المواكبة وتحولت المجتمعات الإسلامية إلى مستهلكة لمنتجات الدول الصناعية بكل أنواعها وكل ما يحصلون عليه يكون قد انتهت صلاحياته ليحل محله منتج جديد.

وبترول العرب كان ولازال العامل الأكبر لتكييف حضارة العصر ونموها وتفوقها أيضًا ويستمر سجال الاستنزاف في الدول المنتجة يصاحبه تقدم وازدهار في عجلات التصنيع في العالم الغربي واليابان وكوريا والصين وغيرها.

هذا مرور سريع على محطات تهمنا كثيرًا ونحن نحتفل بيومنا الوطني ونحاكي الهجوم الإرهابي والحملات الإعلامية المتلاحقة على أرض الحرمين الشريفين ظلمًا وبهتانًا..

ولعل الأحداث تؤكد ضرورة مراجعة مدى فاعلية التحالفات الإستراتيجية وضرورة امتلاك سلاح ردع في وقت الأزمات التي تمر بنا مع التركيز على وحدتنا الوطنية وصمودنا للتصدي للحملات المغرضة، وهذا هو الرد الصحيح على كل أعداء وطننا الغالي.

عاشت القيادة الحكيمة والشعب الوفي والوطن الغالي في يوم الوطن المجيد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store