Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

دارنا.. ونحن حماتها

A A
الذين يُنادون بضرورة قيام حرب هم -كثرة أو قلة- لا يُدركون النتائج المدمرة التي ستخلفها، وهناك مقولة فيها الكثير من الحكمة تقول: (إن المنتصر في الحرب خاسر)، وذلك لا يعني أن نقف مكتوفي الأيدي أمام الاعتداءات التي يشنها العدو علينا، بل أن نتريّث قليلاً، فالحرب تحتاج إلى خطط ومعلومات عن ما يمتلكه العدو من أسلحةٍ وعتاد، حتى يتسنَّى لنا مواجهته بشكلٍ صحيح، وفيما يتعلق بالهجوم الأخير الذي تم على منشآتنا النفطية، فإن المملكة تتشاور مع حلفائها وأصدقائها بشأن الخطوات المقبلة بعد الانتهاء من التحقيقات الجارية، وستتخذ الإجراءات الملائمة، معتمدة على نتائج التحقيقات لضمان أمنها واستقرارها.

ولا أعرف ما هي مصلحة بعض وسائل إعلام بعض الدول التي تحاول أن تستفز المملكة، وتصف صبرها وأناتها بالضعف؛ في عناوين ملفتة، ففي (الصن داي تايمز)، كتبت مراسلة الصحيفة في دبي (لويز كلاغان) تحت عنوان: (رعب في السعودية بعدما رفض النمر الأمريكي أن يزأر).. «بأن الهجوم أثار الذعر في دول الخليج، وأن الولايات المتحدة أغمضت عينيها في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي إلى تجنُّب صراع مُدمِّر في المنطقة، وأن الإمارات بقيت صامتة في العلن حيال ما حصل في المنشأتين السعوديتين، وأنها نأت بنفسها عن التصدي لإيران بدون دعم دولي».. ولا أعرف كيف فات على تلك المراسلة إعلان دولة الإمارات الرافض للعمل الاجرامي التخريبي، ووقوفها إلى جانب المملكة، حيث استنكرت في بيان وزارة الخارجية الهجوم، وقالت عنه، بأنه دليل جديد على سعي الجماعات الإرهابية إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة. أما فيما يختص بـ(النمرالأمريكي) الذي قالت عنه بأن سكوته عن ما جرى من اعتداء على المنشآت أدخل الرعب فينا، فقد جانبت فيه الصواب، ذلك لأن (الأسود) لم تكن بانتظار النمور تزأر، ولو كانت قد قرأت التاريخ، ستجد بأن قلة من أولئك أجبروا (الاتحاد السوفيتي) على الانسحاب من أفغانستان، رغم محدودية سلاحهم، وكان أولى بـ(النمر) الذي وصفته، أن ينتقم لنفسه، عندما أسقط الإيرانيون طائرتهم المسيّرة فوق مضيق هرمز.

ندرك جيداً بأنه في حالة كهذه، يجب أن نعتمد على أنفسنا، ونحن قادرون بإذن الله على أن نُلحق الضرر بكل مَن يتعرَّض لأمننا بسوء، ولا يمكن أن نعتمد على أحد، فالبوارج الرأسية في مياه الخليج لم تتحرَّك لتُدافع عن بلدانها عندما تم إسقاط الطائرة الأمريكية، كما لم تمنع احتجاز الناقلة البريطانية، فكيف ستدافع عنَّا؟!.

خطوات متدرجة اتخذتها إيران لجس نبض الولايات المتحدة، ومعرفة ما إذا كانت جادة في حماية حلفائها، إلا أن السلبية التي ظهرت عليها الولايات المتحدة هي مَن شجَّعت الإيرانيين على أن يتمادوا أكثر في خروقاتهم، وجعلت (روحاني) يُصرِّح بأن الولايات المتحدة لن تجرؤ على اتخاذ القرار مقابل قواتنا المسلحة، وأن يصرح نائب قائد الحرس الثوري الإيراني قائلا: عندما يُظْهِر الأمريكيون عجزاً مقابل قدراتنا لا نعير اهتمامات لتهديدات الآخرين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store