Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

ومات موجابي!

A A
* وأخيراً.. مات موجابي.. مات الرئيس الأكثر شهرة والأشد غرائبية والأحدُّ لساناً في إفريقيا كلها.. مات الرجل الذي ظن شعبه أنه لن يموت لأنه (مقترن) مع الجن!.. مات الرئيس والمناضل والمحارب الزيمبابويّ الذي كرهه المستعمر لأنه صارعه بلسانه قبل سلاحه.. رحل (روبرت موجابي) بعد 37 عاماً من الحكم، وبعد عقود طويلة من المعارك مع المحتل (الأوروبي الأبيض) أشغل خلالها العالم بتعليقاته القوية والصادمة، وتصرفاته المثيرة للجدل!.

* أعرف موجابي منذ أن كنتُ طالباً في المرحلة المتوسطة، فقد كانت أخباره تملأ شاشات التلفزيون في أواخر السبعينيات هو ورفيقه البدين جداً (جوشوا نوكومو) الذي لم يسلم حتى هو من لسان موجابي الحاد. خاض الرجلان حروب عصابات شرسة ضد حكومة (إيان سميث) العنصرية، تُوّجت بانتصارهم على حكم الأقلية البيضاء فيما كان يُعرف بـ»روديسيا الجنوبية».. تناقل العالم أقوال موجابي وقفشاته أكثر من أخبار الحرب ذاتها، لكنَّ خصومه الغربيّين انتقدوا لسانه السليط، وعنصريته الظاهرة ضد الأقلية البيضاء، فلقَّّبوه بـ»العنصري الأسود» و»قاتل البيض»!.

* من أشهر أقوال موجابي التي استفزت الأوروبيين: «العنصرية لن تنتهي أبداً طالما السيارات البيضاء لا تزال تستخدم الإطارات السوداء. وطالما إننا ما زلنا نقوم أولاً بغسل الملابس البيضاء ثم في وقتٍ لاحق الألوان الأخرى.. وطالما بقي الناس يرتدون ملابس بيضاء لحفلات الزفاف وملابس سوداء في العزاء والجنازات.. ولن تنتهي إذا كان الناس لا تزال تعتبر أن الأسود يرمز إلى الحظ السيئ، والأبيض للسلام.. وطالما أولئك الذين لا يدفعون فواتيرهم يتم وضعهم في القائمة السوداء لا البيضاء، وحتى عندما نلعب (السنوكر)، لا تفوز حتى تغرق الكُرَة السوداء، ويجب أن تظل الكُرة البيضاء على الطاولة!.

* مواقف موجابي وتعليقاته التي كانت (تنسف جباه) خصومه لم تتوقف حتى بعد انتصاره ووصوله إلى سدة الحكم، ومن أشهرها إعلانه في العام 2015 أنه يود طلب يد الرئيس الأمريكي أوباما بعد أن استفزه الأخير بمباركته لزواج المثليين!.. وهذا ليس الموقف الغريب الوحيد للرجل. قال عنه أحد السياسيين الغربيين إن لسانه أطول من حدود بلاده، إذ تنسب له الكثير من الأقوال الغريبة والعنصرية مثل: «الرجل الأبيض الوحيد الذي يمكنك الوثوق به، هو الرجل الأبيض الميت».

* في العام 2008 وبعد أن اشتدت الضغوط الغربية ضد الديكتاتور العجوز الذي حكم زيمبابوي 37 عاماً، وكاد أن يورث زوجته كرسي الرئاسة لولا الإطاحة به في نوفمبر 2017 قال: «الرب فقط الذي عينني، هو من يستطيع أن ينزعني». وحتى على الجانب الاجتماعي كان لموجابي قفشاته القوية، ولعل الجميع يذكر قوله الشهير: «لا تستطيع أن ترضي المرأة أكثر من الله، فقد أعطاها حواجب فحلقتها ورسمت مكانها، وأعطاها أظافر فقصفتها ووضعت مكانها، وأعطاها شعراً فقصَّته وغيرته.. فمن أنت لتُعطيها أكثر من الله؟»!.

* مات موجابي عن عمر ناهز 95 عاماً بعد حياة مثيرة. هزمه المرض بعد أن عجز المستعمر الأوربي عن هزيمته.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store