Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

العين بصيرة.. والقصص قصيرة!

A A
مِن المُتعَارف عَليه، أَنَّ هُنَاك عِلَاجًا بالقُرآن الكَريم، وهو «الرّقيّة»، لَكن رُبَّما لَا يَعرف كَثيرون، أنَّ هُنَاك عِلاجًا بالشِّعر، ورُبَّما يَجهل أَكثَرهم أنَّ هُنَاك عِلَاجًا بالمُوسيقَى، ومَا أَتمنَّاه أَنْ يَكون هُنَاك عِلَاجٌ بالنَّثر، أَي تَكون كِتَابَاتي أَدويَة يَشتريهَا النَّاس، ولَو حَدث ذَلك، فلَن أُعَالِج النَّاس إلَّا بالقصَص القَصيرة، وخِلَال أَشهُر مَعدودة سأُصبح ثَريًا.. ولنَعُد الآن إلَى قَصقَصة القصَص:

* سَألَني صَديقي: مَتَى تَكون الكِتَابَة أَرمَلَة؟، قُلت: حِينَ يَكون القَلَم عَاجِزاً؛ عَن الصّمود أَمَام طُغيَان البَاطِل، وانتشَار القُبح..!

* ثُمَّ سَأَلَني مَرَّةً أُخرَى: هَل هُنَاك فَائِدَة مِن الكِتَابَة عَن الزَّوَاج؟، قُلت: لقَد أَجَاب شَيخي «جورج برنارد شو» عَن هَذا السُّؤَال فقَال: «الزَّوَاج هو المَوضوع، الذي كُتِبَ عَنه أَكثَر كَلَام فَارِغ فِي التَّاريخ»..!

* ثُمَّ سَألَني مَرَّةً ثَالِثَة: مَا مُشكلة الأَمين ومَا مُشكلة القَوي؟، قُلت: مُشكلة الأَمين أنَّه ضَعيف، ومُشكلة القَوي أنَّه خَائِن، وفِي ذَلك يَقول سيّدنا «عمر بن الخطاب»: «أَشكو إلَى الله ضَعف الأَمين، وخيَانة القَوي»..!

* سَأَلَني: هَل التَّعلُّم يَأتي بسهُولَة؟، قُلت: لَا وأَلف لَا، لَابدَّ أَنْ تَتعب وتُكَافح، وإذَا أردتَ أَنْ تَتعلَّم فلَابدَّ أَنْ تَتألَّم..!

* سَأَلَني: مَاذَا يَعني لَكَ السَّاخِر السَّاحِر «جُحَا»؟، قُلت: هو مَجموعة مِن المَشَاكِل والحلُول؛ لحيَاةِ النَّاس اليَوميَّة فِي الوَطَن العَربي..!

* سَأَلَني: هَل أَنتَ مُتزوِّج؟، قُلت: كِدتُ أَنْ أَتزوَّج الدُّنيَا، لَكن مَا حَصَل نَصيب، تَمَاماً مِثل الشَّاعر «الشّريف الرَّضي»، حِينَ قَال:

خَطَبَتْنِي الدُّنْيَا، فَقُلْتُ لَهَا: ارْجِعي

إِنِّي أَرَاكِ كَثِيرَةَ الأَزْوِاجِ !

* سَأَلَني: مَاذَا تَعلّمتَ مِن الحيَاة؟، قُلت: تَعلَّمت أَنَّ الانسِحَاب مِن الحيَاة، أَسهَل بكَثير مِن الاستمرَار فِيهَا، وتَعلَّمت أَيضاً أَنَّ نَقد العَمَل، أَسهَل مِن العَمَل نَفسه، وأَنَّ الانتبَاه إلَى عيُوب الآخَرين، أَيسَر بكَثير مِن الانتبَاه إلَى عيُوب النَّفس..!

* سَأَلَني: أيُّهمَا تُصدّق أَكثَر: مَن يَكتب باسمهِ الحَقيقي؟، أَم مَن يَكتب باسمهِ المُستَعَار؟، قُلت: الأكثَر صِدقاً هو مَن يَكتب باسمهِ المُستَعَار، لأنَّه يَظهر عَلَى حَقيقته، أَمَّا مَن يَكتب باسمهِ الحَقيقي، فهو يَلبس المِثَاليَّات، ويَستَخدم المَاكيَاج..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقَي القَول: سَألتُه، لِمَاذَا تَشرب قَهوة الصّبَاح؟، قَال: حَتَّى أُصحْصِح وأُشغِّل مُخِّي. قُلت: ولَكن مُخَّك بَعد الصَّحصَحَة، لَا يَختلف عَن مُخَّك قَبلهَا..!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store