Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

الإبداع.. ودعم القطاع الخاص

A A
استهل الروائي «طالب الرفاعي» رئيس «جائزة الملتقى للقصة العربية القصيرة» بدولة الكويت، حديثه في الندوة الثقافية التي جاءت بعنوان: (الجوائز العربية بين الشعر والسرد)، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، رئيس هيئة جائزة الملك فيصل، بالتفكير الجاد في خلق آلية لدعم الكِتَاب والكُتَّاب على مستوى تسهيل عملية طباعة الإبداع، ليكون في متناول القُرَّاء، حتى لو حشرت السياسة أنفها في ذلك الإبداع.

في المقابل، للثقافة ميادينها وقواعدها ومؤسساتها المستقلة عمَّا سواها، فهي حاضنة للعرب، مشكّلة هويتهم الخاصة بين الأمم. لكن هناك فجوة بين الشركات التجارية الكبيرة وكاتب حروف الكِتَاب. كِلاهما يطلب المنفعة، فالكاتب يُفضِّل أن يطبع كِتابه على حسابه الشخصي، حتى لا ينطفئ وهج الحضور في عنوان الكِتاب، وهو آخر ما يطمح إليه ويُحفّزه على النشر في ظل التردّي المادي والكساد الخالد في بضاعة الكُتب ثقافيّا.

من جهة أخرى، ينشد مُلَّاك الشركات التجارية أن يوضع اسم الشركة وشعارها على الكِتاب مقابل الرعاية؛ لتُشكِّل الثقافة حينها، من خِلال هذا الكِتاب، حاضنة إعلانية، وإن دخلت في ميزانيتها ضمن بنود صرف للخدمات الاجتماعية، لكنها في الواقع والمنطق تطمح للمنفعة الترويجية.

لهذا جاءت مطالبة أخونا الروائي «الرفاعي» في المنتدى؛ تعزيزًا لدعم الثقافة ونشرها في العالم العربي.

لقد عاش كُتَّابنا مع حروفهم بصدقٍ وحياة، حملوا من خلالها الأحداث التي أثَّرت في ذواتهم، وجعلت من حروفهم شيئًا ما، وجعلتهم قادرين على التأثير في الآخرين عبر تجاربهم وخبراتهم. وهم، بلا شك، يستحقون الدعم الأكبر.

لهذا على الكُتَّاب والمبدعين ألا يقطبوا الجبين لهذا النداء الداعم، ويرفضوا المشاركات التجارية، بل عليهم المشاركة، لتزدهر المكتبات العربية بالإبداع.

علينا أن نعمل على تسليع الإبداع رمزيًّا، لتتحقَّق الفائدة الإعلانية للشركة، ويتحقَّق الدعم المادي من الشركة للمُؤلِّف، ليتمكَّن من الحضور والإبداع والنشر، بعيداً عن قوت يومه، الذي حتماً سيُقدِّمه على إبداعه، حينما تضيق به الحياة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store