من الأشياء المؤلمة أن ترى دولاً -مثلاًـ أقل منك إمكانيات ونشاطات وحراكاً، ولكنها تفوّقت عليك في نواحٍ أُخرى، ومنها الجذب السياحي والذِّكر في وسائل الإعلام، ومنها الإبهار وكأنهم صعدوا للمريخ وعملوا إنجازاً لم يسبقهم إليه أحد..!
نحنُ نملك إمكانيات، ولدينا برامج وفعاليات، ومواسم وابتكارات ولكنها لا تخرُج الى الآخر إلَّا باستحياء أو لا تخرج كونه ينقُصنا دور أكبر للإعلام المحترف المُدرك لقيمته وأهميته وإظهار الوطن وبرامجه وشبابه وشاباته ونشاطاتهم وأفكارهم ومواهبهم إلى السطح بشكل أفضل.
إن إعلامنا بحاجة إلى تبني المواهب وإظهار الإنجازات ودعم المشاريع مع حرص أكثر على غرس الهوية الوطنية في قلوب ونفوس النشء، وهذا شيء مهم.
إعلامنا لا بد أن يقترب أكثر من هموم المجتمع ويتابع بشكل أعمق كل ما يدور فيه ويبرز منجزات الوطن خاصة أمام مواطني الدول الأخرى ويبعث برسائل لنا جميعاً نشعر معها بأن هذا الأمر من صلب اهتماماته، وليس خارج الصندوق.
لا بد لإعلامنا أن يغير من طريقة تفكير البعض ممن يظنون أننا خُلقنا «تقليديين»، وسنحافظ على خصوصيتنا، وعلى هذا التقليد، ولن نبرح مكاننا في التقدم والانطلاق..!
إعلامنا بحاجة الى تفعيل مطالبات مجلس الشورى ومطالباتنا نحن ككتاب وأخذ مقترحاتهم الخاصة بالارتقاء الإعلامي على محمل الجد، والبدء بوضع إستراتيجية عاجلة لتفعيل دور الإعلام الخارجي بالذات.
إن الأحداث التي تشهدها المملكة تتلقفها عادة وسائل الإعلام الغربي والأمريكي والعربي أحياناً وقد لا تنقل الصورة الحقيقية لواقعنا، الأمر الذي يحتم على ضرورة تفعيل دور اعلامنا الخارجي ليبعث برسائل حقيقية من قلب المملكة وينقل الصورة الواقعية لنا باحترافية تمنع ذلك التشويه الذي تتوخاه بعض وسائل الإعلام الخارجية المغرضة.
لا بد من إعادة هيكلة في وسائل إعلامنا واستبعاد الإعلاميين التقليديين الذين تشبعنا من أطروحاتهم مُنذ عشرات السنين، تلك الأطروحات التي لا تقدم تغييراً ولا تطويراً بل ربما تغتال كل خطوات الإبداع أو التفكير في نهضة اعلامنا.
لا بد من إعطاء شباب الوطن فرصة، وغرس بذور الأمل في المستقبل الواعد الذي ينتظرهم.
فهل ينطلق إعلامنا على كافة المستويات صحافة وإذاعة وتلفزيون أم نكتفي بإعلام تويتر وجماعة سناب شات؟!.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
