Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

الغاية!!

A A
بكل تأكيد، أن كل فعل أو عمل نقوم به، لنا فيه غاية معينة.. هل نتفق على ذلك؟!.

إذا كنت تريد إحداث فرق، وعَيْش حياة ذات مغزى، يجب أن تكتشف غايتك، تحتاج إلى التفكير في هدفك، وأنا متأكد بأن الجميع لديه أهداف، والغاية هي الوريد الدموي للعيش المتعمّد، فإذا كنتَ تعرف غايتك؛ وتُركِّز في الوصول إليها بتصميمٍ شديد، صدقاً يمكنك فهم كل شيء في رحلتك بالحياة، لأنك تراه من منظور الغاية، وهذا ما يجعل الطريق أكثر كمالاً ومغزىً، لأن لديك سبباً لقيامك بهذه الرحلة، ما أن تجد غايتك، سوف تتمكَّن من العثور على طريقك، فالغاية هي هدفك، والطريق هو مسارك، لذا عندما تجد غايتك، يصبح مسارك لديه هدف تلقائياً.

قد يأتي الهدف قبل الغاية، والعكس أيضاً صحيح، لكن إذا أتت الغاية قبل تحديد الهدف والطريق، ستأتي القدرة على إحداث فرق بشكلٍ أسرع، وستصبح أكثر فاعلية على الفور، سأعطي لك مثالاً واضحاً، ما السبب الذي يجعل الناس يجدون متعة كبيرة في حزم أمتعتهم للسفر استعداداً للإجازة؟.. لأنهم يقضون الأسابيع في بناء ترقُّب هائل إلى تلك الأيام القادمة، والأنشطة التي سوف يقومون بها، لذا ينتقون كل شيء يأتي بالحقيبة، لذا تجد حزمَ الأمتعة ممتعاً أكثر من فكّها خلال الرحلة، وقد يقول البعض: إن كلمة سفر وحدها فيها من المتعة ما يكفيها، وأنا أتفق معهم.

عندما تبدأ يومك بالتفكير في غايتك، ستجد نفسك تفعل أشياء تُلهمك باستمرار، والعثور على الغاية يُعطيك الكثير من الطاقة الإيجابية المركَّزة والمُوجَّهة. معظم الناس يريدون عيش حياة ذات هدف، لأن الإنسان خُلِقَ ليكون له معنى، الحياة بلا هدف ليس لها معنى ولا مغزى ولا أمل، هذه العبارات يجب على الجميع أن يقضي وقتاً في تأمُّلها، والبدء في التحوُّل في مفهوم رحلة الحياة، وفكر في إيصال هذا الأمر إلى شاب أو فتاة في العشرين من العمر، وماذا يمكن أن يُحقِّق من خلال التفكير بالغاية لبقية حياتهم.

إذا وصلتَ إلى غايتك، ستنفتح حياتك للمغزى، وسوف يكون في متناول يدك كل يوم، لأنك ستستطيع فعل أشياء بسيطة ذات أهمية، ومرتبطة بهدفك، واعلم أن معرفة غايتك ستُساعدك على معرفة ما تفعله، وستتبَّع الأمر حتى الإنجاز. هناك أشياء تشملنا جميعاً يجب الإيمان بها، وهي أن كل شخص خُلِقَ ليقوم بدوره في تحسين البشرية، كل شخص لديه مواهب ستُساعده على تحسين البشرية، كل شخص لديه فرصة لتحسين البشرية، كل شخص لديه هدف خُلِقَ له، كل شخص يجب أن ينظر إلى داخله؛ لاكتشاف هدفه في الحياة.

هدف الحياة، ليس أن تكون سعيداً فحسب، بل أن تكون مفيداً أيضاً، أن تكون محترماً، أن تكون متعاطفاً، أن تعيشها في إحداث بعض الفروق الذي يدل على أنك قد عشت وعشت جيداً، (رالف والدو إيمرسون).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store