Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

حكم رشيد.. وبلد آمن وسعيد

A A
نبئاني إن كنتما تعلمان ما دهى الكون أيها الفرقدان؟!

‫غضب الله أم تمرَّدت الأرض فأنحت على بني الإنسان؟!

‫ليس هذا سبحان ربي، ولا ذاك، ولكن طـبيعة الأكوان

‫غليان في الأرض نفس عنه ثوران في البحر و‬البركان!

كنَّا في ذلك الزمن نستمع لشرح المدرِّس عن تلك الثورات، ونتخيَّل أحداثها تمامًا؛ كما يتخيَّل روَّاد المقاهي الشعبيَّة قصص أبطال الحكواتي في رواياته، إلى أن حلَّ يوم في أواخر خمسينيَّات القرن العشرين، ليدخل فيه التلفاز إلى المنازل ناقلًا لمشاهدي شاشته بالصوت والصورة الأخبار المحليَّة والإقليميَّة والعالميَّة لنعيش مع أحداثها، ونعاني ونتألَّم مع ألم إخواننا ومعاناتهم في البلدان العربيَّة والإسلاميَّة، وأدركنا دور الصهيونيَّة العالميَّة وركيزتها، الدولة التي زُرِعت فوق تراب فلسطين لتمزِّق بلاد العرب، وتُؤجِّج نيران الفتن والانقسامات.. فتفجرت الأراضي العربية حول مملكتنا بانتفاضاتٍ دامية في أكثر من بلد عربي، معبرة عن سخطها على واقع الحال، وما وصلت إليه أحوالهم من فقرٍ وتخلف، ومطالبة بمحاسبة الذين عاثوا في بلدانهم فسادا، فنهبوا المال العام، واستأثروا بالموارد والثروات، وعلى من تسببوا في أسر بيت المقدس وما حوله من أراضٍ عربية، ممَّا أتاح لقائدي الطوائف هناك المتاجرة باسم الله وعقيدة الإسلام.. باستقدامهم المرتزقة وعديمي الضمير والأخلاق من العديد من دول العالم للقيام بأعمال عنفٍ وإرهاب بما فيها القتل، وهتك الأعراض، لتشويه سمعة العرب والمسلمين، ممَّا أجبر الملايين من المواطنين العاديِّين حفاظاً على حياتهم وتأمين لقمة عيشهم من هجر ديارهم، واللجوء إلى دول الجوار، وإلى العديد من بلدان العالم التي تحفظ للإنسان كرامته.

في خضمِّ هذا الواقع المؤلم الذي كان يعيشه الأشقَّاء في دول الجوار، وبفضل من الله وكرمه، وبتجاوب مجتمعنا السعودي مع التوجيه القَرَآني: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾، فقد حافظت بلدنا وهي تدخل المئة الثانية من عمرها المديد بعون الله على وحدة أطيافها وتماسكهم، والوقوف بحزمٍ وصلابة في وجه العملاء والمتآمرين، ساعين قُدُمًا مع القيادة الرشيدة في تحديث بنية المملكة لتأخذ مكانها بين الأمم المتقدِّمة، ولتكون نموذجًا يُقتدى به في دول الجوار لإصلاح حال البلاد والعباد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store