Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

لماذا الاهتمام الكبير بطرح أرامكو..؟

A A
الأمل ألا يكون السؤال أتى متأخرًا، حيث لم يبقَ على بداية الطرح إلا أيام قليلة، ولكن هذا لا يمنع أن يُطرح السؤال بحثًا عن مزيدٍ من الإيضاح، حول طرح أكبر شركة بترول في العالم، وأهم مصدر للدخل القومي للمملكة العربية السعودية.. وخلق نقلة نوعية بانتقال المواطن السعودي من موظف ومستهلك إلى شريك مستثمر في شركة أرامكو.

من بداية الفكرة في طرح نسبة 5% من أسهم شركة أرامكو وبعض المواطنين متخوفون أن نفقد بعض السيطرة على أهم شركة في حياة مجتمعنا السعودي، وقد كُتب الكثير عن الموضوع في الصحف المحلية، وفي وسائل السوشيال ميديا، وهذا شيء طبيعي، لأن الحذر والتخوُّف من المجهول من طبائع الأمور في المجتمعات المحافظة، وبعد الإيضاحات من القيادة في عدة مناسبات، ومع اقتراب ساعة الصفر للطرح، لازال البعض حذر من تدخُّل اليد الخفية في عالم المال والأعمال التي قد تُسبِّب بعض المشكلات للمستثمر السعودي كما حصل في الماضي في سوق المال المحلي، وكان المتضرر المستثمر الصغير الذي لا يملك المعلومات التي تُمكِّنه من متابعة تقلُّبات الأسواق المالية، وسرعة اتخاذ القرار.

والمتحمسون للطرح والمشاركة يرون أن فيها فرصة استثمارية يجب استغلالها، لأن الربح مضمون لمدة خمس سنوات قادمة، وهذه الشريحة بدون شك لديها القدرة المالية والإدارية للتعامل مع تقلُّبات الأسواق المالية، ولا خوف عليهم.. هذا باختصار شديد قراءة المتداول محليًا.

أما خارجيًا، فإن كل ما يحدث في المملكة في هذه المرحلة محل اهتمام كبير، منذ أن أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رؤية 2030، وتلا ذلك الإعلان، شرح وتبيان مستفيض في عدة مناسبات وفي مؤتمرات ومقابلات صحفية مع محللين ووكالات إعلام محلية ودولية، وكان صاحب الرؤية واضحًا، ولم يوجد أي تناقض في أحاديث القيادة من البداية حتى آخر ما قيل في مؤتمر الاستثمار الأخير بالعاصمة الرياض.

خبراء رأس المال العالميين والمحللين يُدركون الفرص الواعدة، ولا يترددون في اقتناصها، وقد كان التركيز من البداية على مكان الطرح في نيويورك أو لندن أو غيرها، وضمان استمرار بيع النفط بالدولار الأمريكي الذي يعتبر دعمًا غير مباشر للعملة والاقتصاد الأمريكي.. ورؤية 2030 أتت لتُغيِّر أصول اللعبة، وتُركِّز على تنمية المملكة، والخروج من إدمان النفط إلى مجالات ومشاريع استثمارية أوسع ومستدامة، والآن نحن مقدمون على مرحلة ما بعد النفط، والبداية في الأيام القادمة عندما يُطلق جرس طرح نسبة 2% من أسهم أرامكو بأسواق البورصة بداية بالسوق المحلي، وسيليه الطرح العالمي، وكما هو معلوم بأن العرض والطلب هما من سيفرض إيقاع مستقبل الاستثمار الواعد في أسهم أرامكو، وهذا ما يحصل في كل أسواق العالم.

* وقفة أخيرة:

هنا أورد رأي خبراء وكبار المحللين للأسواق العالمية الذين يراقبون 4000 من كبريات الشركات العالمية،analyst comments from GLOBALDATA، إذ قالوا: «إذا تم استثمار عائدات الاكتتاب العام في أرامكو كما هو مُخطَّط لها، وأصبحت حافزًا على التطوير الأوسع، فإن القيمة طويلة الأجل للاكتتاب ستفوق إلى حدٍّ كبير كل التوقعات المحتملة في تقييم الشركة».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store