Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله فراج الشريف

من ادعى التدين وظاهره يخالف ذلك.. فدعواه باطلة

A A
لاشك أن كل من ادعى شيئاً وظاهره يخالفه، فلن يُصدّقه الناس، حتى ولو أقسم لهم على ذلك بعظيم الأقسام بالله، ذلك القول وحده لا يثبت لأحد دعوى، فكم من مدعٍ سلوك مثلاً ولكنه لا يفعله، لن يُصدّقه الناس، ما لم يروه يفعل هذا السلوك الذي يدّعيه، والتدين ظاهرة وجدت مع وجود الأديان والرسل، وصدقها لا يظهر إلا بالفعل، وفي زماننا ظهر ادعاء التدين مع عدم الالتزام به، كوسيلة للاكتساب فقط، فترى من الخلق مَن يتحدَّث عن الحلال والحرام، ثم تكتشف أنه لا يعرف لهذا مقياساً، سوى ما يتحقق له من المنافع، فكلما كثرت منافعه من سلوك انحاز إليه، ولو كان هذا السلوك لا ينتج إلا حراماً محضاً، فترى من الناس من يدعو الناس لاكتساب الحلال واجتناب الحرام، فإذا خالطته واقتربت منه وجدته حين يكتسب لا يُفرِّق بينهما، فإذا جادلته عن ذلك، زعم لك أن اكتساب الحلال وحده في هذا الزمان لا يكفي، فمعاملات الناس جلها تنحاز إلى الحرام، وإذا قلتَ له اجتنب أخي الحرام، حتى وإن قل كسبك من الحلال، فالله يبارك فيه، قال لك: هذا كلام لا يُجدي، إن أكثر الناس مالاً هم مَن يحرصون على اكتساب المال مِن الحلال، فإن لم يجدوا لذلك سبيلاً اكتسبوه من كل طريق دون أن يُميِّزوا، وأخذ يقص عليك من أحوال أُناس عرفهم؛ يستدل بهم على ما يدّعيه، ولو أنه بحث عن غيرهم لوجد من الناس مَن حرص على الحلال، فعوَّضه الله برزقٍ وفير، ليعلم الناس أن اكتساب الحلال ربحه أكثر، ولهذا أقول: إن الأصل في الدين أن تعلم بأحكامه وقضاياه علماً راسخاً، يُعينك على سلوك الطريق المستقيم، وابحث عن كل مَن تُجالس، فإذا عرفتَ جهله بالدين فاجتنبه، فإنه يضرّك، وابحث عن طيب السلوك من الناس، العالم بدينه، السعيد بعلمه، مَن يُطبِّق ما عرف من الدين في حياته، فهو ولاشك مَن يرغبك في السلوك السوي الذي يرضي ربك، ويقودك للطريق القويم، فإنك أخي تكتسب بهذا الخير الكثير، فهل تفعل؟، هو ما أرجو. والله ولي التوفيق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store