Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

وما يزالون على العهد قائمين

A A
شهر المولد النبوي الشريف، مناسبة اعتدنا في أيَّامه المباركة تَدارس سيرته النبويَّة مع أبنائنا وأحفادنا، واستعادة ذكرى ما حقَّقه رسولنا الكريم من انتصاراتٍ على مراكز الكفر والطغيان، وقد تم اختياره من قِبَل الله سبحانه وتعالى نبيًّا ورسولًا ليُتمِّم مكارم الأخلاق، ويهدي البشريَّة لما فيه سعادتهم، قاضيًا بذلك على الشرك والمشركين في جزيرة العرب، ومقيمًا لمجتمعٍ تحكمه الشريعة السمحاء، كما جاء في القرآن الكريم.

ويتواصل سرد السيرة النبويَّة بسِيَر الصحابة وأوائل المسلمين، وما بذلوه من تضحيةٍ بالمال والأرواح في سبيل دين الحق والعدل، فكان لهم النصر على جبابرة قريش وأصنامهم في بيت الله الحرام بمكَّة المكرَّمة بدايةً. ثُمَّ من بعد سِيَر الصحابة -رضوان الله عليهم- في حملاتٍ قوَّضت الإمبراطوريَّات الكبرى التي حرمت شعوبها من أبسط حقوق كرامة الإنسان؛ كإمبراطوريَّة كِسرى التي تأسَّست عام 559 قبل ميلاد السيِد المسيح. وكانت من أعظم الإمبراطوريَّات التي سادت المنطقة قبل العصر الإسلامي وأكبرها. وقد فاقت الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة شهرةً وقوَّة. وبزوالها والإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، انتشر الإسلام في بلدان العالم كافَّة، مُحقِّقًا العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين الجميع.

لم يرقَ ذلك لنفرٍ من أهل التقية في بلاد فارس، الذين اعتادوا على مر الزمن، القيام من وقتٍ لآخر بمحاولاتٍ عقائديَّة لاستعادة ما كانت عليه إمبراطوريّتهم المجوسيّة من جبروت وطغيان، مُستهدفة أحفاد العرب الأوائل الذين انطلقوا من جزيرة العرب لنشر الإسلام، وقضوا على كِسرى وإمبراطورية فارس.

وما نشهده هذه الأيَّام من قيام ملالي إيران بتصدير ثورتهم الفارسيَّة إلى البلدان العربية المجاورة ما هو إلَّا استمرار لحقدٍ دفين، بقصد السيطرة على بلد الحرمين الشريفين، ونشر مذهبهم الصفوي المجوسي، مُستعينين بمليشيات من دول الجوار، مزوّدة بالمال والعتاد والخبراء التقنيِّين لإشاعة الفتن والفوضى والاضطراب، وتهديد أمن الشعوب العربية وأمانها. وقد أحكموا سيطرتهم على دول في شمال المملكة وعلى جنوبها اليمني الذي وقع فريسة المتطرفين الحوثيِّين، الأمر الذي دفع قيادة بلدنا إلى حماية الحد الجنوبي بالجند والعتاد، للحدِّ من التوغُّل في أراضي المملكة، وصدِّ غارات الحوثيِّين على مدن المملكة ومطاراتها ومرافقها الحيويَّة بالصواريخ والطائرات المسيّرة المصنَّعة في إيران.

لقد برهن شبابنا وشيباننا؛ حُرَّاس الحدّ الجنوبي، ما للجينات من تواصلٍ وراثي ينتقل من الأجداد للأحفاد بثباتهم في المعارك، وإقبالهم إقبال الواثق من نصر الله، فلا يخشى الموت في سبيل أمن أهله وبلده وأمانهم، وعقيدته التي تثبتها وسائل التواصل الاجتماعي بتسجيلاتٍ تلفزيونيّة لأبطالٍ من أبنائنا، ما تزال معنوياتهم مرتفعة رغم استهداف العملاء الحوثيِّين لحياتهم، ممَّا يُعيد للذاكرة شهداء صدر الإسلام الذين استمروا في قتال المشركين؛ رغم استهدافهم من قِبَل المشركين؛ إلى أن كتب الله لهم الشهادة والنصر.

وإلى أن يحين نصر الله المؤزّر، نلهج بالدعاء للمولى جلَّت قدرته لسلامة حُرَّاس حدِّنا الجنوبي، وشفاء المصابين منهم، ومواساة مَن احتسبوا أبناءهم وإخوانهم شهداء عند الله، وأن يكتب النصر للمدافعين عن الوطن، وعودة الأمن والسلام.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store