Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

لماذا يوجد لدينا أطباء وطبيبات بدون عمل..؟!

A A
سمعت وتحاورت عدة مرات مع من يعرفون حاملي شهادات طبية عاطلين عن العمل أو البعض منهم يلجأ للعمل في غير تخصصه، وهذا أمر محير خاصة وأن المستشفيات العامة والخاصة والعيادات لدينا بها أعداد كبيرة من عدة جنسيات يعملون في مهنة الطب.

وفي مجرى الحوار نرى أن هناك عدة عوامل تسببت في تلك البطالة المحرجة لمن سمح بأن تكون واقعا نتحدث عنه في حواراتنا وعلى صفحات الجرائد أحيانًا.. ومصدر الإحراج يلح على السؤال أين خطة التأهيل وضمان الوظيفة بعد التخرج؟ وأين خطة سعودة الوظائف التخصصية في مهنة الطب وغيرها؟ ومن المعلوم أن لدينا أعداد كبيرة من الدارسين يواصلون الدراسة والتدريب في تخصصات نادرة في أمريكا وكندا وبريطانيا وغيرها، صرفت الدولة عليهم الملايين ويجب ألا يعودوا ليبحثوا عن عمل في دهاليز البطالة المحبطة.. كما أن أقسى تحديات الإحباط أن يجتهد الإنسان رجل أو امرأة وينال الشهادة على أمل أن يعود ليخدم وطنه ويحصل بها على وظيفة تضمن له العيش الكريم ويصطدم بمعوائق لم يكن يتوقعها.

إن المعادلة السحرية في نجاح الدول والمجتمعات أن يكون لديها تخطيط سليم يستشرف حاجة المجتمع ويعد الأجيال لسد تلك الحاجات وبدون ذلك تستمر معاناة الشباب ويخسر الوطن الاستثمار في الطريق الصحيح.. الأمم تراهن على شبابها وهكذا كان رهاننا عندما قررت الدولة الابتعاث المفتوح للشباب من الجنسين ليس ليعودوا ويصطفون في طوابير البطالة ملوحين بشهادتهم لمن لا يسمع ولا يرى! والطب على وجه الخصوص حاجة المجتمع له مستدامة جيلًا بعد جيل والتطور الذي أدخلته تقنيات العصر على التعلم والتدريب والممارسة لا حدود له أيضًا في تخصصات الطب بأنواعها المتعددة والمجتمعات المتفوقة أدركت ذلك في وقت مبكر ونحن لازلنا نذهب لجامعاتهم في سباق المسافات الطويلة من أجل اللحاق بهم وإذا كنا جادين فعلينا توفير الفرص والمناخ المناسب الذي يستقبل الخريجين والخريجات بصدر رحب حتى يمارسوا المهنة ويستمتعوا بالحياة.

وإذا استمرت معدلات النمو في عدد السكان فإن الطلب على التخصصات الطبية سيزداد ومع الانفتاح الذي تشهده المملكة لتلبية طموحات رؤية 2030 ومن وجهة نظر أخرى لا يوجد ما يمنع أن تفسح جامعاتنا المجال لطلاب من دول أخرى مثلما تفعل جامعة الملك عبدالله للدراسة في جامعات المملكة بمنح توطد العلاقات وتثري المجالات الأكاديمية وتعزز التوجهات التنموية.. كما أن التوجه لفتح فروع لجامعات أجنبية داخل المملكة يوفر فرصا لجعل المملكة واجهة استقطاب أكاديمي عالي ويحد من برامج البعثات الخارجية التي تصرف عليها الدولة بلايين الدولارات سنويًا وفي نفس الوقت يقضي على ظاهرة حاملي الشهادات المزورة الذين يعملون في مجال الطب وغيره.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store