لَيسَت المَرَّة الأُولَى التي أَكتُب فِيهَا عَن التَّسَامُح، وقَطعاً لَن تَكون الأَخيرَة، لأنَّ التَّسَامُح فَضيلَة عَاليَة، لَا يَصلُ إليهَا إلَّا الأقويَاء، وأُولو العَزم مِن أَصحَاب النّفُوس العَالية، لِذَلك يَقول شَيخنا «غاندي»: (أَنَا أُسَامِح، لأنَّ الضُّعفَاء لَا يَستَطيعون الوصُول إلَى فَضيلة التَّسَامُح)..!
إنَّ التَّسَامُح لَه فَوَائِد كَثيرَة، ومِن الصَّعب حَصرهَا، والإحَاطَة بِهَا، لِذَلك يَقول الأُستَاذ «نيل دونالد»: (إنَّ التَّسَامُح يُحرّرنَا مِن أَشيَاءٍ كَثيرة، فهو يُخمد مَعَاركنَا الدَّاخليّة مَع أَنفسنَا، ويُتيح لَنَا فُرصة التَّوقُّف عَن استحضَار الغَضَب واللَّوم..!
إنَّ التَّسَامُح يَسمَح لَنَا بمَعرفة حَقيقتنَا الفِعليَّة، ومَع التَّسَامُح الذي فِي قلُوبنَا؛ يُمكننَا -فِي النّهَايَة- مُمَارسة الإحسَاس الحَقيقي للحُبّ)..!
ويُضيف الأُستَاذ «جيري جامبولسكي» -صَاحِب كِتَاب: Forgiveness: The Greatest Healer of All - (إنَّ للتَّسَامُح قُدرَة عَلَى علَاج حيَاتنَا الدَّاخليَّة والخَارجيَّة، فبوسعه أَنْ يُغيِّر مِن الطَّريقَة؛ التي نَرَى بِهَا أَنفسنَا والآخَرين، كَمَا يُمكن أَنْ يُغيِّر مِن كَيفيَّة رُؤيتنَا لذَلك العَالَم، فهو يُنهي -بصِفةٍ قَاطِعَة وللأَبد- الصِّرَاعَات الدَّاخليَّة التي عَانَى مِنهَا أَكثَرُنَا، وكَانَت بدَاخلنَا فِي كُلِّ لَحظَة وكُلّ يَوم)..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّني جَرَّبتُ التَّسَامُح وخَبَرْتُه، فوَجدتُه عِلَاجاً نَاجِعاً، ودَوَاءً نَافِعاً فِي طَرد الهمُوم، وتَبديد القَلَق، ومَحو ذِكريَات المَاضِي السَّلبيَّة، وهَذه الفَائِدَة لَيسَت هِي الفَائِدَة الوَحيدَة للتَّسَامُح، بَل هُنَاك فَوَائِد أُخرَى، سأَكتُب عَنهَا فِي مُستَقبَل الأيَّام..!!
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
