Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مشاهير السناب.. قدوة سيئة وإعلانات «مضروبة»

مشاهير السناب.. قدوة سيئة وإعلانات «مضروبة»

يفتقدون المصداقية والواقعية ويركزون على الكسب السريع

A A
تسعى نسبة كبيرة من مشاهير السناب شات في المملكة إلى استقطاب المتابعين بمقاطع مصورة يبثونها عن يومياتهم وتنقلاتهم، وقد لا تحمّل مضموناً أو رسالة بناءة، وأحيانا تكون نموذجا صارخا للبذخ والإسراف، واللافت أن بعض هذه الشخصيات أصبح نجوما في وقت قياسي فاقت نجومية مشاهير الإعلام والفن، بل أن منهم أطفالا مازالوا في المرحلة الابتدائية يتم استغلالهم في الترويج لسلع وخدمات بطريقة تفتقد إلى المصداقية، حيث شهدت المملكة أخيرا قيام سوق جديد للإعلانات الإلكترونية، نجحت في سحب البساط من الإعلانات عبر وسائل الإعلام التقليدية، لاسيما بعد أن حقق السعوديون المرتبة الأولى من حيث استخدام سناب شات عربياً وهو ما دفع شركات ومؤسسات تجارية للتسابق للاستعانة بـ»بمشاهير سناب» لتسويق المنتجات الاستهلاكية الموجهة لشريحة الشباب والفتيات فهي في نظرهم الأقل كلفة والأسرع انتشارا.

في البداية، لا يخفى عن الجميع ما يعرض من مظاهر البذخ والإسراف في الاستهلاك أو الشراء أو السفر والتي روج لها مشاهير السناب التي لا تكاد تخلو سناباتهم من الاستعراض الذي يبين أن الحياة لا تتركز إلا على ثلاثة محاور الأكل والتسوق والسفر، إضافة إلى سرعة تغير المفروشات أو السيارات أو غيرها من المقتنيات مما ولد عدم الرضا لكثير من المتابعين الذي لا يدركون أن كل ما بات يعرض في الميديا هو حملات إعلانية لكبرى الشركات التي تستخدم هذه المنصات لتوصيل إعلاناتها، الأمر الذي ولد فوضى كبيرة في السوقين الإعلامي والإعلاني معا.

ويروج بعض السنابيين كما يطلق عليهم، كثيرا من إعلانات الأسر المنتجة وتكاد تكون سمة واضحة لترويج منتجاتهم التي تعتبرهم منصات للوصول للناس والمتابعين، غير أن الكثير يرون أن هذا المشهور ليس جهة معتمدة يمكن أن يروج لمنتج لمجرد أنه استلم ثمن الإعلان ولا يعتبر تقيمه هو الفاصل ليطلب من الناس تجربة السلعة أو زيارة المحل.

ويقول عبدالرحمن متروك، إن كثيرا من الإعلانات لمشاهير خصوصا مطاعم أو كافيهات غالبا ما نفاجئ بمستوى أقل من المعقول، والمشكلة أن المشهور استخدم وسيلة في جذب الانتباه للمكان وكأنه أفضل مكان في المملكة وتفاجئ بعد ذلك بأنه أقل من المستوى.

وتوضح راوية حمد أن المطاعم بالذات تهتم بمشهور السناب وتقدم أصنافا عالمية ليقوم بالإعلان عنها في مقطع له وبعد ذلك ولمجرد أن يزور المطعم من متابعيه تفاجئ بشيء مخالف للواقع وتكتشف أن ما قدم في السناب كان مشهدا لترويج إعلاني الدافع الأساسي له المكسب المادي من قبل المشهور.

أما رهام زاهر فتشير إلى أن يوميات المشاهير على سناب شات تبث الإعلانات للسلع والمنتجات والمرافق بشكل غير مباشر غير أنه وفي الفترة الأخير الأمر أصبح في غاية الوضوح والاستغلال فأصبح المشهور أو المشهورة يفتح السناب ويقول: «أقدم لكم إعلانا يا متابعين، وأرجو منكم زيارة المكان أو تجربوا المنتج، ويتحدث بشكل مبتذل ولا يمت للتسويق المتخصص بصلة ونكاد نكون الوحيدين في العالم في هذا التسويق الغريب فالغرب لا يمكن أن يستهلك سلعة أو يزور مطعم لان مشهور طلب منه ذلك أو جربه».

الشهري: شهرتهم جاءت على حساب تراجع الإعلام التقليدي

عن دور الإعلام مع مشاهير السناب شات المضللين يؤكد الإعلامي ناصر الشهري نائب رئيس تحرير جريدة البلاد أن الإعلام الجديد في صورته الإلكترونية بات البديل عن الصحافة الورقية في صناعة الرأي والترويج للسلع والخدمات لعدة أسباب، منها قوة التأثير وسرعة الوصول وحجم الانتشار، والاهم من هذا وذاك مساحة الرأي حيث يرى البعض أن ما يمكن ممارسته من محاور الكتابة في قضايا متعددة على الصحافة الإلكترونية لا يمكن تمريره في الورقية.

وأشار إلى أن جميع مواد المحتوى يترتب عليه الكثير من الضوابط مع مراعاة إعطاء سقف مقبول من حرية الطرح الذي يراعي الأبعاد التي يمكن أن تؤدي بعض مضامين المحتوى أو عنوانه أو إسقاطاته إلى المخالفات والدخول في قضايا حقوقية وهو ما لا يتوفر بشكل أفضل في الصحافة التقنية في عالم اليوم، ما ينعكس على قبول الطرح عند المتلقي بثقة أكبر في الإصدار الورقي، كما أشرت سابقا. غير أن هذا السباق السريع وتميز الانتشار بين الطرفين يفرض واقعا مختلفا، خاصة بعد هروب الإعلان إلى صحف ومواقع إلكترونية وشراكة ذاتية للمشاهير بصرف النظر عن المحتويات من المواد وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي وتطوير العمل في الصحافة التلفزيونية قد خطفت كل هذه المنافذ المتعددة مادة الإعلان من الصحف وصادرت هدف المعلن من التقليدي.

وبين أن ذلك عكس تراجعا في الدخل المادي واختفاء الرأي في قوة الطرح من منطلقات ثقافية لكوادر كانت تتقاضى مبالغ كبيرة من المكافآت، ومن خلال ما سبق وما سوف يأتي فإن الصحافة الورقية تسير نحو الاختفاء التام في العالم وان تثاقلت خطوات بعضها وقتا محدودا من الزمن.

شريحة الشباب الأكثر تجاوبا

تقوم فكرة الأسنابات على إنتاج فردي عفوي والحديث عن اليوميات بشكل مبسط وممتع، وتتفاوت الشريحة العمرية لمتابعيه بين 13-21 سنة، وأفرزت ظاهرة الأسنابر هوسا لتحقيق الشهرة، خاصة بين صغار السن والذين ملأوا حساباتهم بسنابات بلا محتوى، أملا في أن يصبحوا يوما ما محط أنظار الناس، لكن بالرغم من تحقيق مشاهير الأسنابر مشاهدات عالية، فإنهم لا يزالون يحتلون مرتبة منخفضة في عقود الرعاية الطويلة مع الشركات الكبيرة، والتي تتخوف من عدم قدرة الأسنابر على الانتظام والالتزام بأعمالهم، باعتبارهم أفراداً وليسوا مؤسسات.

سناب يسحب «البساط السحري» من الفيس وتوتير وانستجرام

بالرغم من ظهور منصات إلكترونية متعددة قبل “سناب” مثل الفيس وتوتير وانستجرام، إلا أن الإعلانات للمنتجات والخدمات عبر وسطاء، لم تنتشر إلا في سناب، ففي الفيسبوك كان الإعلان غالبا حكرا على الموقع، وفي انستجرام كان الإعلان غالبا بشكل مباشر من صاحب الشأن للعميل، حيث كانت الأسرة المنتجة كمثال تستخدمه لتسويق منتجاتها مباشرة دون وسطاء، وفي توتير كان الإعلان مخفيا يعمل على استحياء، إذ كان المشاهير يغردون بشكل غير مباشر، خوفا من فقدان المصداقية لدى متابعيهم.

خلطات التخسيس

ويرى موسى الراشد أن ما يعرض من مشاهير السناب خصوصا ما يسمى بـ»خلطات التخسيس» والكريمات منزلية الصنع كلها أمور في غاية الخطورة ولا يعرف مصدرها ويقوم السنابيون الترويج للأشياء غير صحية أو الخطرة أو حتى الممنوعة، وتساءل: لماذا لا توجد رقابة خصوصا وأن هذه الإعلانات تقدم على حسابات خاصة لأفراد بغرض الكسب المادي دون مراعاة للمسؤولية الأخلاقية والقانونية.

وتبين نادية حكمي أن فوضى إعلانات السناب تتفاقم في الفترة الأخيرة واتضح أن المشاهير يستغلون متابعيهم لهدف الربح ولتسويق كل ما هو متاح حتى وان كان رديئا:»ولنا تجارب كثيرة في محلات وسلع ومأكولات لا تستحق الضجة التي يتحدثون حولها من خلال خلق قصص إعلانية مفتعله وهى حكايات خارجة عن المألوف للترويج لسلع ومأكولات وغيرها.

250 ألف ريال دخل السنابي المشهور

يبلغ متوسط قيمة الإعلان لدى مشاهير الأسناب بـ 8500 ريال سعودي مقابل 6 سنابات مدتها دقيقة واحدة، و إذا احتسبنا أن الأسنابر يقوم بإعلان واحد يوميا، فإن دخلة الشهري سيبلغ ربع مليون ريال، وتابع “ومع وجود لا يقل عن 200 بالمتوسط من مشاهير الأسناب بالسعودية، فإن سوق إعلانات الأسنابر يبلغ 51 مليون ريال شهريا.

وتدخل شركات الدعاية والإعلان في منافسة غير عادلة مع “مشاهير السناب”، إذ إنها تتحمل أجوراً ونفقات تشغيلية ورسوم مالية وإدارية وتجديد تراخيص وإيجار مقرات، مقابل العمل في مجال الإعلان، في الوقت الذي يتمتع فيه “الأسنابيون” بمزايا متعددة دون أن يكون عليهم أي التزامات، مبيناً أنه لابد من وضع آليات لضبط وتقنين عمل الأسنابر، لأن عملهم بهذا الشكل سيكون له انعكاسات سلبية على سوق الإعلان بـ السعودية.

العضلاني: كاريزما الإقناع والجرأة وراء شهرتهم

ترى الدكتورة حنان العضلاني استشاري أسري وخبيرة في الاضطرابات السلوكية والنفسية أن البعض منهم ترك عمله بسبب أنه أصبح مشهورا، وجمع جماهير غفيرة وذلك بما يتسم به هذا المشهور من كاريزما الإقناع والانتشار والجرأة والتحدث بطريقة تصل إلى عقول الناس كالسحر وتجذبهم وللأسف أيضا أن البعض منهم أصبح يتقمص دور أخصائي ويحل مشاكل الناس ويتعمق فيهم ليجذبهم أولا ثم يبدأ في الإعلان عن نموذج أو سلعة يريد بيعها. بعد أن أقنع الناس أنه شخص يستطيع حل مشاكلهم وهذا النوع من الناس.

وعن الآثار النفسية لما يروج من قبل مشاهير السوشل ميديا، توضح أن القضية تنقسم لجزئيتين الأولى تتعلق بطبيعة المرحلة التي يمر بها المجتمع السعودي والوضع السابق لهذه المرحلة وأما الثانية تتعلق بنمط المعيشة السائدة والتي اعتادت عليها شريحة ليست بقليلة في مجتمعنا ونأتي للتفصيل حول الجزئيتين.. فيما يخص الأولى فالمجتمع قبل ثورة وسائل التواصل الاجتماعي تحديدا كان نمط الحياة السائد في الأسرة بوجه عام هو نمط المحافظة والخصوصية فكانت الكثير من الأسر منغلقة على نفسها فيما يخص حياتها وشؤونها وخصوصيتها إلى أن أتت وسائل التواصل الاجتماعي وفتحت بابا كان مغلقا لعقود وساهمت في انفتاح المجتمع على العالم مما أحدث احتكاكا ثقافيا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مع مختلف المجتمعات على مستوى العالم واحتكاكا بين شريحة كبيرة من أفراد المجتمع وتحديدا فئة الشباب فأصبحوا وكأنهم في حالة استكشاف لبعضهم البعض ومن هنا ظهر البعض واستغلوا هذه الوسائل لنشر يومياتهم وجزء من حياتهم فلاقى طرحهم رواجا واسعا ليس لجودته ومضمونه بل كون هناك شريحة واسعة من أفراد المجتمع لديهم فضول للتعرف على حياة الآخرين المشابهين لهم وبدأت الدائرة تتسع حتى أصبح هؤلاء ضمن دائرة الضوء والشهرة.

وأضافت:» هذه الجزئية تتقاطع مع الجزئية الثانية المتعلقة بنمط المعيشة التي يغلب عليها الجانب الاستهلاكي حيث هناك شريحة ليست بقليلة في المجتمع تركز في حياتها على تتبع كل جديد والسير خلف عالم الموضة ويطغى على نمط حياتها الجانب الاستهلاكي في المأكل والمشرب والملبس وغيرها وبطبيعة الحال استغل التجار ظاهرة هؤلاء المشاهير وباتوا يروجون سلعهم من خلالهم وبدأ المتابع من الصغار والشباب يلاحظون تغير نمط معيشة هؤلاء المشاهير وكأن شهرتهم هذه وضعتهم فجأة في خانة الأغنياء ومن هنا نتجه لقضية أخرى وهي تأثر الصغار والشباب بهؤلاء المشاهير ظنا منهم أنها وسيلة سهلة للاغتناء والشهرة.»

الغزي: معظم أصحاب المحلات ليس لديهم الخبرة التسويقية

يشير عبد العزيز الغزي محاضر في كلية إدارة الأعمال بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز إلى أن معظم أصحاب المحلات ليس لديهم الخبرة والمعرفة التسويقية الكافية؛ لذلك يلجأون للجرعات السريعة. لذا أكثر المعلنين لازال يقيس جودة الإعلان بطريقة كلاسيكية بدائية، كم دفعت للمشهور وكم عاد لي، بدون النظر لمسائل مهمة مثل: استدامة العلاقة مع العملاء، تعزيز صورة العلامة، وكذلك جزئية الانتشار بواسطة العملاء وليس باستخدام المعلنين؛ خاصة مع تأثر سمعة القطاع الإعلاني ببعض الممارسات السيئة ما انعكس على مدى مصداقية كثير من المشاهير/المؤثرين.

10 سنوات سجناً وغرامة 5 ملايين ريال لجرائم «سناب شات»

تختلف العقوبات على جرائم السناب شات حسب اختلاف الجريمة التي تمت عبر هذا التطبيق، ولكن نستطيع حصرها بأقل عقوبة وأعلى عقوبة في نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، فأقل عقوبة هي السجن مدة لا تزيد على سنة وغرامة لا تزيد على خمسمئة ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين. وأعلى عقوبة في هذا النظام، السجن مدة لا تزيد على عشر سنوات وغرامة لا تزيد على خمسة ملايين ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين.

صغيرات يقعن فريسة ابتزاز السنابيين الجدد

تقع بعض الفتيات في فخ الابتزاز من بعض السنابيين الجدد حيث يصدقن الأوهام والوعود الكاذبة التي يطلقها البعض لهن، ويستغل مرتكبو تلك الجرائم التقنية الحديثة لابتكار أساليب جديدة لتنفيذ جرائمهم، معتمدين على معرفتهم وقدراتهم في هذا المجال.

ويعاقب نظام جرائم المعلومات على نشر التسجيلات في الانترنت بقصد التشهير بالسجن لمدة لا تزيد عن سنة واحدة وبغرامة لا تزيد عن 500 ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين، وإذا وقع الفعل الإجرامي على قاصر أو من في حكمه، سواء بالتغرير به أو استغلاله، فإن عقوبة السجن أو الغرامة لا تقل في هذه الحالة عن نصف حدها الأعلى، كما هو مقرر في المادة الثامنة من النظام، وإذا انطوت عملية التوثيق على مهارات وحرفية ترقى إلى إنتاج متكامل يمس الحياة الخاصة فإن العقوبة تصل إلى السجن لمدة لا تزيد عن خمس سنوات وغرامة لا تزيد عن 3 ملايين ريال.

أبرز مخاطر إعلانات السناب المضللة
  • تعزيز الثقافة الاستهلاكية لمجرد التقليد وغيره.
  • توجيه البوصلة عن القدوات التي تستحق أن تكون قدوة إلى قدوات وهمية.
  • ربط النجاح بمدى الشهرة لدى كثير من الصغار.
  • اعتقاد كثير من صغار السن أن كلام المشهور صحيح لمجرد أنه مشهور.
  • سوء الاستغلال من قبل كثير من المشاهير لمتابعيهم.
  • لا يوجد وسائل ذات قيمة غير عدد المتابعين.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store