خمسة أعوام من الازدهار

احتفلت المملكة بالأمس بمرور خمسة أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- يحفظه الله- مقاليد الحكم ملكًا للبلاد، وهي فترة شهدت فيها المملكة العديد من الإنجازات على كافة الأصعدة والقطاعات، والتي في مجملها عملت من أجل تحقيق هدف واحد، وهو أن تكون المملكة نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم على كل الأصعدة، وأن تأخذ مكانها بين دول العالم المتقدم، وأن تسعى إلى تحقيق الرفاهية ورغد العيش للمواطنين والمواطنات.

هذه المناسبة الغالية على قلوبنا، تجعلنا نتأمَّل ما شهدته الخمس سنوات الماضية من معالم نهضة حضارية في مختلف مناطق المملكة، وانطلاقة طموحة لتحقيق رؤية المملكة 2030، والتي سعت إلى وضع مستقبل أفضل لأبناء الوطن، وذلك من خلال تفعيل الطاقات الكامنة، واستثمار المقومات المتوفرة، وتعزيز الثقة في القدرات الموجودة من أجل تحقيق الطموحات، وفي مقدمتها بناء اقتصاد متين مزدهر، وبالرغم من قصر تلك الفترة الزمنية، إلا أن حجم المنجزات التي تحقَّقت كان كبيرًا، فقد عملت كافة مرافق الدولة بتنسيق متكامل وتناغم فريد وسرعة في اتخاذ القرارات وتخصيص الاعتمادات، حتى تحقَّقت تلك الإنجازات، التي عادة ما تستغرق عقود من الزمن، فإذا بها تتم في سنواتٍ معدودة.

خمس سنوات ساهمت في جعل السعودية مركزًا ووجهة للعالم، كما كانت من الأوائل في إحداث التحولات والتغييرات، والسير بثبات في طريق التنمية الاجتماعية والإصلاحات الإدارية والسياسية والاقتصادية، كما عملت على تطبيق برامج الترشيد، ورفع كفاءة الأداء ومكافحة الفساد، وواجهت التحديات الداخلية والخارجية بكل حزمٍ وعزم، وعزَّزت من مقوِّمات الدولة الحديثة، وذلَّلت المصاعب والعوائق لدى العديد من القطاعات المختلفة، ومكَّنت القدرات الشابة والمؤهلة من المواقع الإدارية التي تطلب التغيير والإبداع والابتكار، والتحرير من البيروقراطية التي كبَّلتها على مدى السنين الماضية.

لقد شهدت الخمس سنوات الماضية دعمًا لا محدود للشباب، وتمكين المرأة، وزيادة معدل الناتج المحلي، وخفض معدلات البطالة، وتوفير المزيد من فرص العمل لشباب وشابات الوطن، وتقديم حلول نوعية غير مسبوقة في مجال الإسكان وتمليك المواطنين والمواطنات للوحدات السكنية، وتطوير الرعاية الصحية، وبذل الجهود الكبرى لإحداث نقلة نوعية في مجال التعليم من خلال تكامل قطاعاته المخلتفة، لتحسين جودة مخرجاته، وتطوير منظومة الحج والعمرة، وتوسعة الحرمين الشريفين، وتجديد المطارات وتطوير شبكة النقل العام، إضافة إلى تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد على النفط اعتمادًا كليًا.

مناسبة غالية على قلوبنا نسعى من خلالها إلى تأكيد مشاعر الولاء والوفاء لهذا الوطن وقيادته، كما نفتخر من خلالها بالإنجازات والأحداث الاستثنائية التي تمَّت في السنوات الخمس الماضية، وتُلقِي بالحِمْل علينا بأن نَعدّ العدّة ونستعد لمواصلة المضي في طريق التنمية والنماء، لمستقبلٍ زاهر بإذن الله.