Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حليمة مظفر

غضب الشيعة.. هل بات سقوط الولاية وشيكا؟!

A A
الجوع، وتفشي الفساد الإداري، وقمع الحريّة، وتدهور الحياة المعيشية الأسباب التي أخرجت المتظاهرين في العراق ضد الأحزاب الحاكمة التابعة لإيران، ثم في لبنان بعد سيطرة حزب الله ذيل إيران على مفاصل الدولة وأغرقتها في الفساد، وفي منتصف نوفمبر أخرجت الإيرانيين أيضًا ضد دكتاتورية النظام الإيراني؛ فأصل المرض واحد هو النظام الإيراني الأهوج؛ وقد واجه المتظاهرون السلميون رصاص الحرس الثوري بأوامر قاسم سليماني اليد اليمنى لخامنئي، آخذا في التنقل من لبنان إلى العراق حتى أعادته مظاهرات إيران إليها؛ موجهًا عصاباته لقمع المظاهرات هنا وهناك؛ وكانت الأبشع في العراق وإيران وبدموية تنقلها لنا المقاطع المصورة التي يصورها المتظاهرون السلميون رغم قطع الإنترنت ومحاولة السيطرة على الإعلام الجديد؛ ويبدو أن خطط سليماني تسعى إلى إثارة الدماء في لبنان من خلال استفزاز أنصار حزب الله وأتباعه للمتظاهرين اللبنانيين بتصرفات غير مسؤولة ونداء يائس «شيعة.. شيعة.. شيعة»!

ويبقى الوضع في العراق وإيران الأسوأ في التعامل مع المظاهرات السلمية ومحاولة قمعها قتلا وملاحقة من خلال الحرس الثوري الإيراني، إذ قتل المئات بدم بارد وتحت أعين المرشد الإيراني «علي خامنئي» أغنى أثرياء العالم، حيث تُقدر ثروته بـ200 مليار دولار بحسب تصريحات السفارة الأمريكية في بغداد؛ فيما يعيش 40 مليون إيراني تحت خط الفقر؛ أي نصف سكان إيران البالغ تعداده 81 مليون نسمة؛ فهل الذي لا خير له في أهل وطنه سيكون له خير في لبنان والعراق وسوريا واليمن؟! حتما لا!

ويبدو أن رفع أسعار الوقود كانت شعرة انفرط معها الغضب الشيعي الإيراني ضد مرشدهم، بعد أن ظن أنهم سيركعون سمعًا وطاعة تعاطفًا مع أوضاع إيران المخنوقة اقتصاديًا بسبب العقوبات الأمريكية، وبحكم السلطة الدينية «ولاية الفقيه» التي يتاجر بها؛ فإيران بات انهيارها الاقتصادي وشيكا مما جعل خامنئي يرفع أسعار الوقود لتعويض خسائره، ولاستمرار دعم عصابات الحرس الثوري ومليشياته العربية والتي يخشى فقد سيطرته عليها بعد تقليص مصروفاتها؛ وليس مهمًا إن زاد فقراء إيران فقرا والجائعين جوعا؛ لكن الجوع أخرج الإيرانيين ليس الأقليات المقموعة بل شيعة إيران ومن طهران ذاتها معلنين كرههم للمرشد، ونفاد صبرهم، فقد أدرك الإيرانيون أنهم يدفعون من جيوبهم لعصابات ومليشيات تمارس جرائم باسمهم؛ وأن وطنهم يُعاقب لذلك؛ فتعسرت حياتهم نتيجة أطماع وهمية يعيشها مرشدهم الثري.

لقد خرج الإيرانيون يطالبون بسقوط «الدكتاتور خامنئي» وحرقوا صوره ومزقوها وفعل العراقيون الشيعة ذلك قبلهم، ومنذ أيام في النجف التي تحظى بمكانة دينية كبيرة لدى الشيعة أحرقوا القنصلية الإيرانية ببطولة، معلنين معها سقوط ولاية المرشد الإيراني من تلك البقعة.

أخيرًا، إن ما نراه اليوم ليس مجرد غضب شيعي عابر في إيران والعراق ولبنان، بل رفض الشيعة الشرفاء تلاعب السلطة الدينية في إيران بهم وبعواطفهم الدينية، بعد أن تكشَّفت لهم الحقائق عبر استغلال أصل فقهي هو «ولاية الفقيه» فكرة «الخميني» للسيطرة على الحكم في إيران، وسرقة ثورة الشعب آنذاك وقد نجح، لكن هل تنجح اليوم أمام انتشار الجوع والفساد وتدهور الأوضاع الإنسانية في إيران والعراق ولبنان!؟ أعتقد أن هذا تحوُّل فكري ناضج في الوعي الشيعي لدى المواطنين الإيرانيين والعرب، وهو بدوره قادر على إنجاح مطالب المظاهرات المتمثلة في العدالة والحرية والكرامة، وهذه الثلاث لا تستطيع ولاية «خامنئي» تحقيقها!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store