Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

السعودية والإمارات.. والمستقبل

A A
الزيارة الرسمية لولي العهد محمد بن سلمان للإمارات تُعبِّر عن التقارب الأخوي والأهداف السامية للبلدين وللمنطقة بكاملها. وتعطي زخما حيويا للعمل المشترك بين الدولتين بقيادةٍ شابة وثَّابة تنظر إلى الأمام بعزمِ وشجاعة الواثقين من تحقيق تطلعات المستقبل على أرضية صلبة، تبدأ بالتقارب بين أهم دولتين في الجزيرة العربية، وأقوى وأفضل اقتصاديْن أيضًا، ومن هذا المنطلق يأتي التفاهم المشترك والإيمان بالمصير الواحد من خلال التنسيق والتعاون والإصرار على النجاح، فتأتي الزيارة في هذا الوقت لتعزيز المسيرة المصيرية، ولتُعطي دافع قوي نحو المستقبل.

تجربة الإمارات التنموية الخلَّاقة خلال فترة وجيزة، أبهرت العالم، وأصبحت مقصد سياحي متميِّز، ومحفل دولي تعقد به صفقات تجارية كبرى. ونجاح السعودية في التنمية الشاملة تقفز بها رؤية 2030 على الطريق الصحيح في كل المجالات، «الاستثمارية والسياحية والثقافية»، وإحياء التراث في المناطق، التي ما زالت بِكرًا من حيث استغلال الثروات الطبيعية الواقعة على ساحل البحر الأحمر من حدود اليمن جنوبًا إلى حدود الأردن شمالًا في خط ساحلي جميل، يتوسَّط ذلك المجال مشروع «نيوم» الواعد، الذي ابتكره ولي العهد محمد بن سلمان.

وسموّه يتطلع لأن تصبح المنطقة - من حيث النهضة والتقدم والاستثمار- أوربا الجديدة في أحضان البحر الأحمر والجزيرة العربية مهد الحضارات الإنسانية ومهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين.

وزيارة الأخوّة في هذه المرحلة ترمز لأشياءٍ كثيرة في وقت تنتفض فيه الشعوب في لبنان والعراق وإيران حربًا على الفساد، ومطالبة بالتغيير، لأنها ضاقت ذرعًا بالجمود وأسر النفوذ الذي ورّطها فيه النظام الإيراني، بدون أي تقدُّم وبدون أمل في حياةٍ كريمة لأجيالها، بجانب عزلها عن العالم بسبب السياسات الطاردة للتعاون الدولي، والإصرار على الهيمنة، واستفزاز دول الجوار.

زيارة ولي العهد السعودي للإمارات، تأتي أيضًا في الوقت الذي يرى العالم بأن كل المشروعات الحيوية حاليًا والقادمة على أرض الإمارات والمملكة العربية السعودية تقودها رؤى واضحة، وإمكانات قوية، وإدارة حكيمة، وبذلك تستمر المنطقة لتكون منافس قوي بجدوى اقتصادية جاذبة للاستثمارات الأجنبية، وتوفير الفرص الوظيفية لأبنائها، وهذا ما يُعزِّز مقوّمات الأمن والاستقرار في الدولتين.

ومن المعلوم أن الدول التي لا تستطيع توفير الأمن والاستقرار لشعوبها، وتُضيِّق على مواطنيها سبل الحياة الكريمة، تبقى مُعرَّضة لهزَّاتٍ تعصف بها، وتخل بسلمها الاجتماعي، كما هو الواقع في بعض الدول من حولنا.. ولدينا أمثلة حية وقريبة في العالم العربي من بداية العقد الثاني من القرن الحالي.. وبتعميق العمل المشترك بين أهم دولتين في الجزيرة العربية من خلال مجلس التنسيق، الذي عُقد في دورته الثانية، وتم توظيف الإمكانات لتمهيد الطرق لمستقبلٍ زاهر، فإن رؤية 2030 ستُحقِّق أهدافها، وتُحدث تغيير خلاّق في شتى المجالات، وهذا ما يعد به الطموح الشبابي في قيادة البلدين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store