Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

قمة نأمل أن تزيل «الغمة»..

A A
اليوم الثلاثاء تعقد قمة مجلس التعاون الخليجي، في العاصمة الرياض، وسط فوضى عارمة وفلتان أمني ينتاب العراق ولبنان والجزائر وسوريا وليبيا واليمن والصومال وغيرها من دول عالمنا العربي. المشكلة الحقيقية التي يعاني منها عالمنا العربي تتمثل بـ»تبعية» بعض دوله لإيران وتركيا وغيرهما وهذا هو مكمن المشكلة الحقيقية. تلك التبعية، ياسادة، دمرت دولاً بل جعلت أنظمتها أوراقاً محترقة لابد من استبدالها بين الفينة والأخرى حتى تستمر التبعية وتنفيذ الأجندات الخارجية مما يؤدي الى الهدر المالي وصرف مدخولات العرب على شراء الأسلحة والاقتتال، (وهذه هي المشكلة الغائبة والتي لا يعيها من يركبون موجة التبعية إلا بعد فوات الأوان).

نحن هنا في قمتنا الخليجية يجب أن نضع النقاط فوق الحروف، ونتلاحق ما يمكن تلاحقه قبل أن يقع الفأس في الرأس، وتغرق بنا السفينة التي أحدثت فيها قطر ثقوباً بالإمكان ترميمها وسدها إذا حسنت النية وأُقصيت «المكابرة» التي مارسها الجانب القطري والتي لا تجلب غير القطيعة والعزلة والخسارة بل وتفتح الأبواب للانتهازيين والمهرجين والمرتزقة والأنظمة المارقة كإيران وتركيا وغيرهما لكي يستنزفوا ثرواتنا ونصبح دمى في أيديهم، والضحايا شعوب عربية بأكملها تدفع ثمن هذه التبعية.

في خليجنا العربي قطر لوحدها تغرد خارج السرب بسياسة يستفيد منها، الغرب والشرق وتركيا وإيران. والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما السبب وراء هذا الخروج القطري عن الإجماع الخليجي؟، إنه غياب الشفافية لديهم ورفضهم الحوار الهادىء الذي ليس فحسب يجمع ولا يفرق بل ويحتضن من ضل عن الطريق، وعن الإجماع الخليجي. ما تعلمناه في علم النفس يقول لنا إن ماحصل في الماضي «تثبت» ولا يمكن تغييره، وأن المستقبل لم يأتِ بعد، ولذلك التركيز يجب أن يكون على «الآن» الحاضر، بعبارة أخرى أكثر دقة «عفا الله عما سلف» ولكن بشرط أن يتعلموا من الأخطاء الماضية ويحرصوا على عدم تكرارها.

إحدى الركائز الرئيسة التي يستند عليها ما تعلمناه في علم النفس هي «البيئة الحاضنة» التي تجعل من بيتنا الخليجي عامل جذب، والشارع ونقصد به الغرب والشرق وتركيا وإيران عامل طرد. ما تريده إيران وغيرها هو جعل بيتنا الخليجي عامل طرد ليصبح الشارع عامل جذب ليتلقفهم أصدقاء السوء.

في هذه القمة يجب أن يكون دورنا وقائياً بالدرجة الأولى حتى لا تحدث انتكاسة لأحد أعضاء المجلس مرة أخرى ثم بعد ذلك نبحث عن علاج. حكام قطر عليهم أن يحكِّموا العقل هذه المرة، وأن هذه القمة هي الفرصة الأخيرة من أجل انتشالهم من هذا المستنقع الذي أوقعوا أنفسهم فيه.

قطر دولة عزيزة علينا وشعبها عزيز علينا ويجب على المجلس احتضانها والأخذ بيدها طالما عقدت العزم على أن تعود الى جادة الصواب لأنها جزء من منظومة مجلس التعاون الخليجي فنحن لحمة واحدة، وما يجب علينا فعله الآن هو تماسك هذه اللحمة، وأن لا نسمح لأحد باختراق منظومتنا الخليجية. وحكام قطر يجب عليهم أن يعودوا إلى رشدهم، وأن يعوا جيداً أن دول المقاطعة لم تقم بهذه المقاطعة إلا «لتنبيه» حكام قطر إلى أن ما يقومون به هو تدمير لبلدهم قطر في المقام الأول وضد توجه مجلس التعاون الذي يحافظ على تماسك ووحدة قطر وسلامة أراضيها والحفاظ على ثرواتها الطبيعية، والمحافظة على كل عضو في المجلس. الأخطاء دائما تُرتكب، في فترة من الفترات، وهذا ليس بعيب ولكن الحصيف من يتعلم منها، فالعيب كل العيب أن يستمر الجانب القطري في ارتكاب الأخطاء بل وتكرارها مرات وهنا يكون دخولهم في مرحلة «المكابرة» التي تجعل من يمارسها يعيش على قارعة الطريق.

نختم حديثنا بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يقشع هذه «الغمة عن هذه الأمة» وتعود المياه إلى مجاريها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store