Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد أحمد مقبول

عمل وعمّال

A A
كتبت مقالاً سابقاً في هذه الصحيفة تحت عنوان «أكفاء»، أشدتُ فيه بالشباب السعوديين من الجنسين في ميادين العمل المختلفة وتغلبهم على الصورة الذهنية السلبية التي حاول البعض ترسيخها وأنهم اتكاليون وغير جديرين بتحمل المسؤولية ومحاولة البعض إقصاءهم وعدم تمكينهم من فرص العمل بشتى الطرق التي كان من بينها أسلوب السعودة الوهمية، والدور الذي قامت به وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لمواجهة هذا النوع من الاحتيال من أجل أن يستمر انتفاعهم. حينها تلقيت خطاباً من معالي الوزير المهندس أحمد الراجحي يشيد فيه بهذا النوع من الطرح ويؤكد على اهتمام ومواصلة الوزارة التصدي لأي مخالفات أو تجاوزات تعيق أبناءنا من الحصول على فرصتهم في سوق العمل وحرصها على مساهمة القطاع الخاص في استيعاب وتوظيف الشباب في مجالات العمل المختلفة، وهو ما شجعني على أن أوجه لمعاليه مباشرةً سؤالاً يشغل بال الكثير من العاملين والعاملات السعوديين في القطاع الخاص والمتعلق بدور وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في تحقيق الاستقرار الوظيفي لهم، وقد أكد معاليه على حرص الوزارة على حفظ حقوق العاملين وتحقيق مصالح أطراف العمل وتهيئة كافة الظروف لذلك، وهو ما تضمنته أنظمة ولوائح العمل وحماية الأجور وتوثيق العقود، كما أكد على أن منظومة العمل والتنمية الاجتماعية تعمل على مبادرات وبرامج تحفز القطاع الخاص للتوسع في التوطين والسعي لجعل هذا القطاع جاذباً لأبنائنا وبناتنا لكي يستقروا، ومن ذلك برامج متعددة مدعومة للتدريب والتوظيف والتمكين، وكذلك اتفاقيات مع عدة جهات حكومية وخاصة تدعم التوظيف. واهتمام الوزارة بالعمل على كل ما يخدم عمل المواطنين في المنشآت ويحقق لهم الاستقرار والإنتاجية ليساهموا في تنمية وطننا ومجتمعنا».

والحقيقة إنني أقدر لمعالي الوزير إيمانه بالتواصل الإعلامي والتجاوب تجاه كل ما يتعلق بقضايا العمل والعاملين، وهي قضايا لا تنتهي لأنها تمس بشكل مباشر حياة العاملين وحياة أسرهم.

وهنا أيضاً أطرح جانباً آخر يتعلق بعمل العنصر النسائي، فالكل يدعم ويشجع عمل بناتنا وأخواتنا، ولكن في المواقع والقطاعات المناسبة لطبيعتها كأنثى، أما عملها في قطاع مواد البناء ومحلات البلاط وقطع غيار السيارات وما شابه ذلك، فأعتقد أنها مجالات لا تلائم تكوينها الطبيعي والنفسي فضلاً عن تطلعها ورغبتها الجادة في أن تكون لها مساهمة جادة ونوعية في قطاعات الأعمال، أيضاً توجه الكثير من الشركات والمؤسسات وقطاعات الأعمال إلى توظيف وتشغيل الفتيات أكثر من الشباب بشكل ملفت وملموس، مما سيكون له انعكاساته وآثاره على شكل وتكوين الأسرة ونمط العلاقات الاجتماعية الأسرية وبالتالي أثره على المجتمع.

وأتمنى على وزارة العمل والتنمية الاجتماعية باعتبارها المرجع والمشرِّع لسوق العمل من ناحية، وتضطلع بدور رئيسٍ في البرامج والخطط التي من شأنها تنمية المجتمع أن تنظر في هذه الجوانب المهمة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store