Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

فلننظر حولنا.. ونُجدِّد بيعتنا

A A
«انظر حولك»، عبارة تُلخِّص كل ما يجري في العالم اليوم، من اضطرابات وقلاقل ونزاعات وفقر وعَوَز ورعب وذعر إلى آخر القائمة، وحين تنظر حولك، تدرك قيمة النعمة التي تعيش فيها، ورغد الحياة الذي يغبطك بل يحسدك عليه ليس بعض البشر، بل كل البشر، ولم تعد قائمة صنوف المعاناة اليوم قاصرة على دول الجوار والمحيط العربي، كما كانت الحال قبل عقود، حين كنا نظن أن الدول التي تسمى بالمتقدمة تعيش في دعة وطمأنينة، بل اتسعت دائرة المعاناة لتطال دولاً تسمى دولاً ديمقراطية مثل فرنسا، التي لا تكاد تتنفس الصعداء لأسابيعٍ قليلة، حتى تعود لتختنق مجدداً بدخان السُتَر الصُّفر، والاضطرابات في الأحياء الفقيرة والغنية على السواء، والشانزلزيه في عاصمة النور كما تُسمَّى؛ أصبحت ساحة الظلام والدمار والخراب، وبريطانيا، التي لا تفتأ تصطلي بنار الإرهاب والقتل وسفك الدماء، وإسبانيا التي تشتعل فيها نيران الانفصاليين بين الفينة والفينة، بل حتى أمريكا التي تعاني من أحداث القتل الجماعي، والاضطرابات السياسية والنزاعات بين أحزابها الكبار.

ذلك حال الدول الكبرى أو المتقدمة أو المزدهرة اقتصادياً كما تسمى، مع أن معظم الاضطرابات التي تحدث فيها يكون سببها الفقر والعَوَز والجوع والبطالة وارتفاع الأسعار وسوء الحال، فما بالنا بأحوال دول الجوار؟. رأينا وما نزال نرى ما حدث في دولة الملالي من شغبٍ واضطرابات حين هبّت فلول الشعب كله لتقول لفرعون الفرس خامنئي: كفى.. كفى ظلما وقهراً واستبداداً واستغلالاً لمقدرات الشعب، وتبديداً لثرواته في الإنفاق على عصابات، ولا تسعى إلا لتخريب الديار العربية بدعوى تصدير الثورة الفارسية الطائفية الرافضية، وذلك عين ما يحصل في العراق ولبنان بسبب الطاغوت الفارسي، وعبادة أذنابه له ممَّن يُضيِّقون الخناق على الشرفاء في البلدين الذين يناضلون للتحرر من القبضة الفارسية، التي سلبت أموالهم، ودمرت بلادهم، وجوعت شعبهم ورمت بمستقبلهم نحو المجهول، هذا ما سترى لو نظرت حولك، ولكن إن نظرت إلى نفسك وأهلك وذويك ومن تُحب في بلدك، بلد الحرمين الشريفين، سترى اختلافاً كثيراً، فقد توالى على حكمها أئمة كثر، أولهم مؤسسها في العصر الحديث: عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي وحَّد أطرافها داخلياً ووسع أحلافها خارجياً، وقبل أكثر من سبعة عقود اعترف به وبدولته قبل أي دولة عربية مستقلة أخرى، الأمريكيون والروس على حدٍّ سواء، ومنذ عهد عبدالعزيز إلى عهد سلمان بن عبدالعزيز بقي الحكم مستقراً، وظلت النهضة مستمرة، دون أن تحدث أي اضطرابات تُذكر، خلاف ما حصل خلال الفترة نفسها في كل دول العالم دون استثناء، فكم قامت من ثورات، وكم تبدَّلت من أنظمة حكم، وكم حدثت من انقلابات أو انتقلت من سلطات من حزب إلى حزب، وكم نشبت من حروب، وكل ذلك استنزف مقدرات الشعوب وخلخل أمنها واستقرارها وضيع ثرواتها وخيراتها، إلا هذه الدولة فقط، وأقولها بثقةٍ تامة، ولكي تتأكد ممَّا أقول، أنظر حولك، فإن نظرت نظرة ثاقبة حولك فلابد من أن تجدد بيعتك لولاة أمر يستحقون البيعة وتجديدها، ستجدد بيعتك وأنت تعيش في أمن وأمان طوال حياتك، حتى لو كنت في الستين أو السبعين أو تجاوزتها، ستجدد بيعتك، وأنت تجد ما يجعلك تعيش في رغد وبحبوحة، ويتوفر لك المسكن والمأكل والمشرب وكل ما تحتاجه من خدمات، بينما تفتقد دول الجوار كل هذه النعم، حيث لا طعام ولا شراب ولا خدمات من ماء وكهرباء، وهذا ما نسمعه كل يوم من أبناء الشعب العراقي في الشوارع، وكذلك الشعب اللبناني، وقبلهما الشعب اليمني الذي ذاق الويلات من الحوثي، وسوى الأمن والاستقرار ورغد العيش،

انظر حولك لترى بلادك بقيادتها الحكيمة تتفوَّق على دولٍ كثيرة كبرى في أهمياتها السياسية والاقتصادية والعسكرية، حتى باتت تقود دون غيرها العمل الإسلامي والعربي المشترك، وها هي اليوم في مناسبة البيعة الخامسة تقود قاطرة الفرص الاقتصادية بقمة العشرين 2020 في رئاستها الحالية للقمة التي تعتبر الرئاسة العربية الأولى للقمة.

نعم، لننظر حولنا، ونُجدِّد بيعتنا، ولندعُ لقادتنا بالنصر والتمكين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store