Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

أكبر اكتتاب في تاريخ البشرية

A A
انطلقت صباح أمس تداول أسهم شركة أرامكو في السوق المالية السعودية لتصبح أكبر شركة مدرجة في العالم، ويعد الاكتتاب فيها أكبر اكتتاب في العالم، كما تصبح السوق المالية السعودية من أكبر عشرة أسواق مالية عالمية، وذلك بعد أن أعلنت شركة سامبا المالية للأصول وإدارة الاستثمار «سامبا كابيتال» بصفتها مدير الاكتتاب لشركة أرامكو السعودية عن إتمام عملية تخصيص أسهم المكتتبين الأفراد، كما أعلنت تحديد السعر النهائي للسهم الواحد عند 32 ريالا، وتم تخصيص كامل الأسهم المكتتب بها حتى 1500 سهم لكل مكتتب، وأصبح لدى الشركة حوالى 5 ملايين مساهم من مستثمرين محليين وخليجيين وأجانب.

تلك اللحظة التاريخية والتي كان ينتظرها الجميع منذ سنوات وعشناها بالأمس؛ حصدت النسبة الكاملة للأرباح في الدقائق الأولى، حيث قفز سهم «أرامكو» بالحد الأقصى خلال أول دقائق مزاد الافتتاح عند 35,2 ريالا، مما يعني تحقيق أرباح بنسبة 10% لجميع المكتتبين خلال الدقائق الأولى، وفي نفس الوقت فإن هذا الاكتتاب التاريخي لا يقفز بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة في الأسواق المالية فقط، بل ويساهم في تعزيز حوكمة أعمال أكبر شركة نفط في العالم، ويزيد من معايير الشفافية فيها، ويدعم استمرار التميز التشغيلي وتقوية الانضباط المالي لشركة أرامكو.

اليوم الأول من تداول أسهم (أرامكو) هو مؤشر حقيقي ودليل آخر على وضوح ومصداقية رؤية 2030 والدقة المتناهية في تنفيذ بنودها بعيداً عن الارتجال والعشوائية، وتأكيداً لبرامج الإصلاح المكثفة والتي شملت كافة المجالات المختلفة، وخصوصاً ما يتعلق بإصلاح الأسواق المالية وبناء الأطر القانونية والنظامية ورفع مستوى الشفافية، والتي تُساهم في تطوير بيئة الأعمال وجذب المستثمرين، فبدء تداول أسهم أكبر شركة على الإطلاق في العالم أمر ليس سهلاً، خصوصاً لشركة في حجم أرامكو تتمتع بسمعةٍ وقوةٍ هائلة على مستوى القطاع النفطي في العالم، وتجاوزت قيمتها 1,8 تريليون دولار، أي أنها تخطت قيم كل الشركات الكبرى في العالم على الإطلاق، بل إنها تجاوزت حتى مجموع قيم الشركات النفطية العشر الكبرى في العالم.

تلك الإنجازات التاريخية لا تنحصرعوائدها الإيجابية على قيمة أرامكو فقط، بل إنها وفَّرت أيضاً فرصة استثمارية لا مثيل لها للمواطنين والمواطنات مقارنةً بغيرها من الفرص الأخرى، وقد حصدوا نتائجها بالأمس وبأرباح وصلت 10% من الدقائق الأولى، فضلاً عن المميزات الأخرى التي أعلنتها الشركة لمن سيُحافظون على أسهمهم، ومثل تلك النتائج لا تُعزِّز الثقة في مستقبل شركة أرامكو فقط، بل وأيضاً في الاقتصاد الوطني، الذي شهد يوم أمس دليلاً آخر على قوته ونجاحه، وعلى وفائه بالوعود، وقدرته على جعل الأحلام واقعاً وحقيقة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store