Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

تاريخ المدينة في قلب أميرها

ضمير متكلم

A A
* (المدينة المنورة) هي عاصمة الإسلام الأولى والأَبدِيّة، وهي التي في أركانها تنزَّلَت الآيات، وفي طرقاتها تجوَّلَ النبي عليه الصلاة والسلام، والملائكةُ عليهم السلام، والصحابَـةُ رضوان الله عليهم، وكلُّ زاوية فيها نابضَة وناطقة بحكايات خالدة من تاريخنا الإسلامي، ويكفيها شَرفاً وفخراً اليوم احتضانُها للطَّاهِـرِ جـسدِ رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وكذا لمسجده الشريف، الذي تسكن فيه قطعة من جنة الخلد، وهي الروضة المباركة.

* (المدينة النبوية) قدَّمت ولا تزال تراثاً ثقافياً وحضارياً ومعرفياً ضخماً في مختلف المعارف والعلوم الإنسانية والسلوكيات البشرية، ومكانتها وعراقتها وأصالتها، وثَراء تاريخها وفضائلها من المُسلمات والثوابت عند أكثر من «مليار ونصف المليار من المسلمين حول العالم»، وكلهم يشتاق لزيارتها والاطلاع ميدانياً على معالمها وآثارها، وبالتأكيد كلُّ أولئك يرغب دائماً في قراءة ومعرفة تفاصيل موروثها.

* وتلبية لتلك الاحتياجات ومع سطوة مواقع وبرامج التواصل الحديثة كـ(تويتر، واليوتيوب، والسناب شَات، والفيس بوك، والواتساب) اجتهدت نخبةٌ محاولةً استثمار تلك المنصَّات بإطلاق حسابات ومجموعات لتسليط الضوء على تاريخ تلك المدينة الطاهرة، من خلال نشر المعلومات والصور والمقاطع المرئية، أيضاً هناك بعض القنوات الفضائية سَعت للدخول في هذا الميدان بحثاً عن وهَجِهِ وكثرةِ مُتابعيه؛ وذلك عبر برامج استضافتْ فيها طائفة من المهتمين؛ كذلك هناك شركات أو مؤسسات عُمْرَة، ومع تزايد أعداد الزوّار التي وصلت لــ»أكثر من 10 ملايين سنوياً» أصبحت مهتمة بتنظيم جولات لهم لمعَالم «طيبة الطيبة».

* وهنا مع تأكيدي على احترامي الكبير جداً لكلّ المهتمين بتاريخ ومعالِم المدينة، وإيماني بِحُسْن نواياهم، وحرصهم على خدمتها أرى أنّ هناك شيئاً من الفَـوضى في تلك السَّاحَة والمساحة، وأن بعض الاجتهادات قد لا يُحالفها التوفيق، وأن هناك معلومات قد تنشر استناداً للعاطفة دون التأكد من موثوقيتها من المصادر المعتبرة!

* ولذا أرى أهمية أن يكون للمهتمين بتاريخ وتراث (المدينة المنورة) مظلة تنظيمية تجمعهم، أقترح لها (مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة) المتميز جداً في تحقيق أهدافه، والذي أدعوه لِعَقْد ملتقى سنوي يجمع أولئك الأعزاء؛ لِيُؤَطِّر عملهم، وفيه يتبادلون الخبرات والدورات التدريبية، ويصنعون البرامج والفعاليات، التي ترفع من قدراتهم، وتُعَزِّز من حضور التاريخ المديني الثَّري.

* أخيراً (أمير المدينة فيصل بن سلمان، ورئيس مجلس نظارة مركز بحوثها) جعل من أولوياته العناية بتاريخها ومعالمها؛ يشهد على ذلك دعمه اللا محدود، وإطلاقه وتَبنّيه للعديد من المبادرات في هذا المجال، ومنها: «إنها طيبة، والتاريخ الإسلامي المفتوح، والتوثيق الشفوي، وغيرها»، وبالتأكيد لن يغيب عن اهتمام سموه الكريم هذا الملف؛ وله دائماً الشكر والتقدير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store