Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

معرض كتاب جدة والمؤلف السعودي

A A
معرض كتاب جدة هذا العام في نسخته الخامسة، اكتسب ثقة المجتمع وليس فقط المثقفين، فأنت تشاهد في المعرض الأسرة بشيبها وشبابها وأطفالها سواء في ممرات المعرض وأمام منصات الكتب أو أمام منصات التوقيع ومنصات كتب الأطفال والألعاب التعليمية.

أمام البحر تنتشر المطاعم والمقاهي والجلسات التي تجتذب الصغار والكبار لقضاء استراحة صغيرة أو تمضية بقية الوقت بعد الانتهاء من التجول في المعرض وانتقاء ما يناسب ذائقة كل فرد من المنصات المتعددة التي ترفد مختلف الرغبات والتوجهات لزوار المعرض، فالقصص والروايات وكتب الأدب ودواوين الشعر والكتب الدينية والمعاجم والقواميس وكتب الفلسفة، وكل ما كنا نبحث عنه ولا نجده إلا عندما نسافر خارج المملكة ونعود محملين بالكتب التي تزيد أوزان حقائبنا، أصبحت الآن في متناول أيدينا نختار منها ما نشاء ونرغب دون عوائق المنع والتحريم التي لم تعد سوى ذكرى باهتة نستعيدها ونحن نعيش هذا المناخ الثقافي الصحيح والمحرض على القراءة والمزيد من الإبداع والإنتاج الفكري والأدبي الذي أصبح له حضور قوي في معرضي كتاب جدة والرياض من خلال منصات التوقيع.

رغم أني أصدرت سابقا ثلاث روايات وكتابين إلا أني لم أمر بتجربة التوقيع في معارض الكتب في جدة أو الرياض، حتى عندما أصدرت روايتي الأولى «بين مطارين « وأدرجت ضمن ندوات معرض كتاب القاهرة 2006م، لم أفكر في احتفالية التوقيع، لقناعة كانت ومازالت راسخة لدي بأن من يقوم بتوقيع الكتب في دور النشر أو منصات التوقيع هم كبار الكتاب.

تتابع إنتاجي الإبداعي، ولم يحدث أن فكرت مجرد تفكير في حفل توقيع، حتى أصدرت روايتي الأخيرة «ممرات الريح» شعرت أني أستحق أن أقف على منصة التوقيع، فقد أمضيت عمراً طويلاً في الكتابة، وأمضيت «6 « سنوات في كتابة هذه الرواية، وقد بلغت من النضج المعرفي والفني والإبداعي ما يؤهلني لأن أصطف مع كبار الكتاب والروائيين، لذلك لم أتردد في قبول فكرة الأستاذ الخلوق بندر الطائفي الذي قام بكل الإجراءات لحجز منصة التوقيع في معرض كتاب جدة هذا العام، وقد وجدت كل عناية واهتمام من بداية التواصل معي من قبل الأستاذ أنس القاضي، حتى إيصال الكتب إلى المنصة عن طريق تسليمها للأستاذ غسان، واستلام الكتب من قبل الأستاذ عبدالله لبيعها في منصة المؤلف الفكرة الرائدة لوزارة الثقافة والإعلام حتى الآن، لأنها تزيح عبئاً ثقيلاً عن كاهل المؤلف الذي يطبع الكتاب دون الارتباط بناشر، ثم يجد كتابه داخل المعرض، دون أن يتكلف قرشاً واحداً، كما أن التعامل الراقي يؤكد على مكانة المؤلف واهتمام وزارة الثقافة والإعلام سابقاً والثقافة الآن بتشجيع التأليف والنشر ومد يد العون للمؤلف ومساعدته لترويج إنتاجه الفكري أو الأدبي دون أعباء إجرائية أو مالية.

منصات التوقيع فكرة رائعة إلا أن الوقت قصير جداً، للكتَّاب الذين حفروا أسماءهم في وجدان المتلقي، كذلك شراء الكتاب من الناشر الذي ربما يكون بعيداً جداً عن منصة التوقيع، أو تقديم الكتب إهداء بعد سحبها من الناشر أو من منصة المؤلف كلها إعاقات لجمهور الكاتب وللكاتب أيضاً.

عدم وجود أماكن للجلوس في منصات التوقيع إلا للمؤلف فقط، يحرج المؤلف لأنه لا يستطيع الجلوس بينما محبوه وضيوفه لا يجدون مكاناً ينتظرون فيه لحظة وقوفه على منصة التوقيع، لذلك أرى أن إتاحة الفرصة لدور النشر بتنظيم حفلات توقيع لأصحاب الإصدارات الجديدة داخل منصة دار النشر يرفع نسبة بيع الكتاب ويسهل على الكاتب التواجد مع قرائه ومحبيه وقتاً أطول، على أن تخصص منصات التوقيع داخل المعرض للمؤلفين الذين لم يرتبطوا بدور النشر، وكتبهم تباع في منصة المؤلف مما يسهل أمر بيع كتبهم على أن تكون الفترة أطول، تمنح المؤلف ومحبيه الراحة والطمأنينة قبل وخلال توقيع الكتاب، لأن الإحساس بضيق الوقت مربك للجميع حتى للمنظمين والمشرفين على منصات التوقيع!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store