Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

مشروعات المياه في المملكة

A A
وقَّعت وزارة البيئة والمياه والزراعة عدّة عقود لتنفيذ بعض المشروعات في المنطقة الوسطى، توفيراً لكميات إضافية من المياه العذبة لسد احتياجات سكان العاصمة السعودية وما جاورها من المحافظات والمراكز والقرى، وهذه خطوة رائدة تنتهجها الوزارة في تنفيذ مثل هذه المشروعات الحيوية المهمة التي تعنى بإكسير الحياة لجميع الكائنات، والتي نحن أحوج ما نكون إليها في بلدٍ يُعاني من شح المياه، وفقر موارده المائية.

عندما وحَّد الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- هذه الدولة، وأرسى قواعد الأمن والاستقرار فيها، كان من أولى اهتماماته وقراراته الحاسمة هو تلمُّس احتياجات السكان، وتوفير كل ما يضمن لهم العيش الكريم، فكان من قراراته البحث عن مصادر للمياه العذبة لسد احتياجات الناس، ومنهم سكان مدن الحجاز، وعلى وجه الخصوص سكان مدينة جدة التي كانت تُعاني من نقصٍ حاد في مواردها المائية لقلة أمطارها، وشح مواردها، مما تعاظم معه شدة تهافت الأهالي على كل قطرة ماء عذبة تسد رمقهم سواءً من مياه العيون والأودية القريبة منها، أو من المياه المُحلَّاة.

وقد أمر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بإحضار الكنداسة -تحلية مياه قديمة تعمل بالفحم الحجري- كإجراء عاجل لخدمة سكان مدينة جدة، ورفع المعاناة عنهم، وفي نفس الوقت أمر باستقدام الخبراء المهتمين بعلوم المياه من أمريكا للبحث عن أقرب المصادر ذات المياه الوفيرة لخدمة مدن الحجاز، (جدة ومكة المكرمة)، وتقييم الوضع المائي في الخرج لتزويد منطقة الرياض، أما المدينة المنورة -على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- فكانت مكتفية ذاتياً -تلك الأيام- وفيها كميات وفيرة لوجود العيون، والخيوف، والآبار، مع جريان أوديتها التي كانت كفيلة بسد احتياجات سكانها من المياه.

ثم توالى اهتمام هذه الدولة المباركة -ممثَّلة في أبناء الملك عبدالعزيز الملوك البررة، (رحم الله من مات منهم وأطال في عمر الأحياء)- بمشاريع المياه، والبحث عن مصادر جديدة، وتطبيق تقنيات حديثة لتقليل نِسَب الهدر في الزراعة التي تستهلك كميات كبيرة من المياه الجوفية، وتخل بالأمن المائي في بلادنا، مع اتباع سياسة الترشيد في زراعة الحبوب والأعلاف.

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- سار على نهج أسلافه في الاهتمام بمشروعات المياه، وتنفيذ العاجل منها لخدمة مدن، ومحافظات، ومراكز، وقرى المملكة التي تعاني من نقص في المياه، وتزويدها بالكميات الكافية لسد احتياجات سكانها وأنشطتهم المختلفة في شتى مناحي الحياة.

وزارة البيئة والمياه والزراعة بدأت في تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -أيدهما الله- بالبدء في تنفيذ مشروعاتها الحيوية المهمة بمنطقة الرياض، التي سوف يتبعها بقية المناطق التي تحتاج إلى المزيد من مصادر المياه، وتشجيع القطاع الخاص في الاستثمار في إنشاء محطات التحلية ومعالجة مياه الصرف الصحي، التي تكون عوائدها على المستثمر مجزية جداً، وتُحقِّق جزءا مهم جداً من التنمية الشاملة التي تعيشها هذه البلاد، وتُحقِّق طموحات وآمال خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين في تحقيق الأمن المائي لهذه البلاد، وخدمة سكانها، وتوفير الماء بأرخص الأسعار، مع اتباع سياسة الترشيد للإقلال من الهدر المائي، والإسراف الزائد لهذه السلعة عزيزة الوجود، تماشياً مع قول النبي المصطفى –صلَّى الله عليه وسلَّم- «لا تسرف وإن كنت على نهرٍ جار».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store