Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

الإعلام والتعليم.. هل نعيد حساباتنا؟

دهليز

A A
نعيشُ -ولله الحمد- مرحلة من التقدم، والازدهار، والانطلاق نحو العالمية واحتضان العالم "بقمة العشرين"، ومن الآن انطلقت الاجتماعات وبدأت الوفود تحط رحالها في المملكة بين اجتماعات، ومُحادثات، وانطلقت اللجّان التي تستعد للحدث الأكبر في العالم.

هذا الحراك لم يتم تغطيته من وسائل إعلامنا بالشكل المأمول، وحتى تعليمنا بقي بمنأى عن ذلك رغم أن الإعلام والتعليم ركيزتان أساسيتان لزراعة ثقافة المواطنة و"حُب الوطن" وكيف أصبحنا وكيف كُناّ، عن طريق البرامج والرسائل وزيادة جُرعات الرسائل التوعوية وإعلام ينبضُ بالوطن ويفتخر به، وليس مُجرّد إعلانات وبرامج وأغانٍ عفا عليها الزمن ولا يتناسب بعضها مع مقتضيات المرحلة.

المأمول من إعلامنا أن يكون لدية خطة لهذه الأحداث ومواكبتها، وأن يكون لديه مُختصون ليبقى على قدر المسؤولية من المُشاركة الفعلية والفاعلة ومُجاراة هذه التغييرات في الوطن وتفكير المواطن أيضاً.

إعلامنا بحاجة للاقتراب أكثر من "صناعة المحتوى" ومفهوم "الإعلام الجديد" و "الإعلام الرقمي" ومنصات الواقع اليوم والتي تأخذ الحيّز الأكبر من المُتابعين والمُعلنين.

أما "تعليمنا" فقد كان سابقاً مختطفاً من "التقليديين" وأصحاب "الفكر القديم" المُمنهجين على "أفكار الصحوة"، وقد رأينا الجهود التي بذلت للخروج من تلك الدائرة التقليدية ومنها مُحاولات الوزير الجديد وفريقه للتغيير والتطوير إلَّا أن الحذر واجب ممن ما زال يحمل تلك الأفكار ويحاول تمرير أجندته الخفية على الطلبة والطالبات، كما أن الأمر بحاجة لملامسة مقتضيات المرحلة التي تعيشها بلادنا وغرس ذلك في الوعي الجمعي للطلاب والطالبات.

أيضاً نحن نعيشُ مرحلة التغيرات الإيجابية، والمُجتمع مُنطلق نحو التغيير، ونحو العالمية، وهُناك مشاريع واستثمارات بالمليارات، وهُناك وفود وعُلماء ورجال أعمال، ومُفكرون قدموا -ولا زالوا- يتوافدون الينا، فأين نحنُ من هذه الاستعدادات، وهذه المرحلة، ألا يحتاج ذلك من إعلامنا مزيداً من الخطط المتوافقة مع ما وصلنا إليه، خاصة في مجال "إعلامنا الخارجي"؟.. ولماذا مازالت بعض برامجنا ومحتوى صحفنا بهذه التقليدية، أين نحنُ من "صناعة محتوى" يليق بنا وبمكانة بلادنا؟.

إن كل هذا الحراك الموجود في بلادنا بحاجة للمزيد من الفكر الجديد سواء في وسائل الإعلام أو في التعليم وزيادة ثقافة الوعي و"المواطنة" وغرس "الهوية الوطنية".

فهل نُعيد حساباتنا في الإعلام والتعليم؟.. أتمنى ذلك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store