Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

أوهام العظمة في كوالالمبور..!

A A
ثلاث دول إسلامية إيران وتركيا وقطر تعاني من الإحباط والفشل في سياساتها الخارجية وبدلًا من التركيز على إصلاح شؤونها الداخلية والخارجية بدأت تتخبط وتبحث عن مخرج بعيدًا عن ساحة الصراع الحقيقية التي تورطت فيها.. والرابط بين الدول الثلاث خلافاتها مع دول الجوار والتورط في عمليات خارجة عن الأعراف والقوانين الدولية وتتوهم أنها تستطيع الخروج من مشاكل المقاطعة والحصار والضغوط الداخلية التي وقعت فيها بسبب الإخفاق في سياساتها الخارجية عن طريق المزيد من فتح الجبهات بطرق مآلها الفشل.

منظمة التعاون الإسلامي تضم 57 دولة تأسست في الرباط في 25/9/1969م بأهداف سامية لخدمة الإسلام والمسلمين والحرص على وحدة الصف الإسلامي.. في هذه المرحلة تحاول إيران وتركيا وقطر لأسباب ليس لها علاقة بوحدة المسلمين ورعاية شؤون الأمة ولكن بحثًا عن وسيلة للخروج من مآزقها الذي تورطت فيها.

وبالنظر إلى محركات سياسة كل دولة من الدول الثلاث على حدة نجد أن تركيا دولة سنية على الورق تعاني من ضغوط مستدامة منها عدم قبول دخولها السوق الأوروبية وخلافاتها مع اليونان وتبحث عن استعادة المجد العثماني من خلال العبث في المتوسط والاستفزازات لمصر بعد فشل الإخوان المسلمين ومحاولة تطويقها عن طريق السودان وليبيا وأصبحت كما لو أنها تعيش أزمة توتر مع حلف النيتو بسبب تقاربها من روسيا وما تفعله في سوريا ضد الأكراد.

« مهاتير محمد» وقع في فخ مغامرة المتناقضات مع إيران وتركيا المتورطة في مقاطعات وحصارات أنهكتها... والسؤال هل ينساق الشعب الماليزي وراء تلك المغامرات الساذجة؟

أما قطر فموقفها معروف وقرارها أسير أوهام ضغوط إيران وتركيا والإخوان.. وأيًا كان لا يمكن تجاوز السعودية التي تبذل كل ما هو مطلوب لخدمة الإسلام والمسلمين.

التحرك الدبلوماسي في هذه المرحلة يجب ألا يتكل على حسن النوايا، بل على القرب من الدول المؤثرة في المنظمة بشكل جدي وتفعيل برامج أكثر إيجابية خاصة للدول المحتاجة من خلال برامج عاجلة عن طريق البنك الإسلامي وما تفضل به خادم الحرمين الشريفين بأن أي عمل خارج إطار المنظمة لا يخدم الأمة الإسلامية بالشكل المطلوب خاصة في عالم يتربص بالسلبيات التي تصدر عن بعض الدول، وإيران وتركيا وقطر مصدرها.

التصدي للإسلامفوبيا لن يُحل بخلق ثغرات تعطي طابع الانقسام والخلافات داخل منظمة صمدت أمام التحديات على مدار نصف قرن من الزمن قدمت المملكة العربية السعودية خلالها الدعم المستمر والعمل على تقريب وجهات النظر بالصيغة التي تحافظ على مبادئ التضامن الإسلامي وضمان وحدة العمل المشترك بعيدًا عن الصراعات والتجاذبات الدولية بقدر الإمكان وبالحد الذي يحفظ لكل دولة مكانتها ولا يخل بمصالحها.

القيادة الماليزية قد تكون أقدمت على استضافة الاجتماع الأخير بحسن نية ولكن المشاركين مثل إيران وتركيا وقطر لهم أهداف مغايرة وإلا كان الالتزام بالعمل من خلال المنظمة بالطرق الرسمية هو الطريق الأمثل لأي عمل يخدم الإسلام والمسلمين وليس العمل على شق الصف وأوهام لتحقيق مكاسب فردية على حساب وحدة التضامن الإسلامي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store