Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله فراج الشريف

الدين والأخلاق

A A
الذي لا يشك فيه مسلم، أن أصل الأخلاق هو ما جاء به الدين، والمتتبع للقرآن الكريم يلمس أن كتاب الله عز وجل قد اعتنى أشد العناية بالأخلاق، حتى امتزجت فيه الأحكام بالأخلاق، وكذلك السنة النبوية، فأكمل المؤمنين ولاشك أحسنهم خلقاً، كما جاء على لسان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عليه الصلاة والسلام قد وصفه ربه فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم)، وهو يذكر عن صفة أكمل المؤمنين إيماناً فيقول: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)، وقد روى سيدي أبوالدرداء عن سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلقٍ حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء)، فالدين والخلق شيء واحد لا يقبلان الانفصال، فالدين هو الذي يغذي الأخلاق وينميها، ولا يتصور أحد خلقاً حقيقياً أصيلاً من غير دين، فالدين أساس الخلق وركنه المتين، فانظر إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال صلى الله عليه وسلم: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أَخَذ مِن خطاياهم، فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار)، وما أسوأه من إفلاسٍ نهايته الطرح في النار، فالأخلاق الحسنة هي سمة المؤمن الحق، كما أن سوء الأخلاق سمة كل عاصٍ لله عز وجل، بعيد عن الله، مَن لا يهتم بدين، ولا يرعى من الصفات الحسنة شيئاً يدرأ عنه الأوصاف الخسيسة، ولا الأعمال الرديئة، فما المعاصي إلا أسوأ أفعال الإنسان التي تبعده عن الله عز وجل، فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما آمن بالقرآن من استحل محارمه)، وقال: (رُب تَالٍ للقرآن والقرآن يلعنه)، فالخلق والامتثال لأحكام الله صنوان، فكل مؤمن يُنفِّذ أحكام الله ويتبعها، هو صاحب الأخلاق ولاشك.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store