Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

عسل عسل.. والإتي لم يصل!

الحبر الأصفر

A A
أُحبُّ العَسَل وأَتفَاعل بمَذاقهِ، ولَا أَستَغني عَنه فِي الحِلِّ والتِّرحَال، وكُلَّمَا جَاءَت سِيرة العَسَل؛ تَنفَتح مَدَارك الوَعي عِندي، لالتقَاط أَي جُملةٍ؛ تَخدمُ تَوجُّه حُبِّي للعَسَل، ويَكفِي أَنَّ العَسَل أَصفَر اللَّون، وهو يُشبه أَمجَاد نَادي الاتِّحَاد، عِندَما كُنَّا نُردِّد ونَحنُ فِِي المُدرَّج: «عَسَل عَسَل والإتِي وَصَل»..!

دَائِماً نَسمع كَلِمَة عَسَل، وهَذه الكَلِمَة تَم تَحوير مَعنَاها بطَريقةٍ سيّئَة، حِينَ رَبطوا بَين العَسَل والمعسِّل، وهو نَوعٌ مِن أَنوَاع التَّدخين، المُرتَبط بالشِّيَش، وهَذا -والذي نَفس «أحمد العرفج» بيَده- لتَحريفٌ وتَحويرٌ مَرفوضٌ مَرفوضٌ مَرفوض، لأنَّ العَسَل مَشروبٌ طَاهِر، فِي حِين أَنَّ المعسِّل مَشروب مُضرّ بالصحَّة، ويُصنَّف بأنَّه مِن الأَشيَاء السَّامة، التي تُسبِّب الاستقَاء وزيَادة المَاء؛ فِي صَدر كَلّ مَن يَتعَاطَاه، لِذَلك دَعونَا نُعيد العَسَل إلَى سِيرتهِ الأُولَى، وهو ذَلك الشَّرَاب النَّقي، الذي يَطلبه النَّاس للشِّفَاء..!

إنَّ عبَارة: «أنتَ عَسَل يَا عَسَل»، نَقولها بقَصد المُجَامَلَة، ولَكن فِي الحَقيقَة حِينَمَا نَقولها، نَدعو دُعَاءً جَميلاً؛ لمَن نُوجِّه إليهِ هَذه العبَارة العَسليَّة..!

اقرَأوا مَعي هَذا الحَديث، وتَأمَّلوه جيِّداً: قَال رَسول الله -صلَّى الله عَليه وبََارك-: (إذَا أَحبَّ الله عَبداً عَسَّله.. قَالُوا: ومَا عَسَّلَه يَا رَسول الله؟.. قَال: يَفتَح الله -جَلَّ وعَز- لَه عَملاً صَالِحاً قَبل مَوته، ثُمَّ يَقبضه عَليه)..!

قَال العلَّامة «الألبَاني» -رَحمه الله-: وأَمَارة هَذا التَّعسيل، بأنْ يَرضَى عَنه مَن حَوله، لمَا ثَبت فِي زِيادةٍ مَرفوعةٍ للنَّبي -صَلَّى الله عَليه وبَارك-: (... حَتَّى يَرضَى عَنه مَن حَوله)..!

ويُقَال بأنَّ الشّيخ «الألبَاني»؛ كَان يَدعو لمَن صَنع إليهِ مَعروفًا بقَوله: (عَسَّلك الله).. فعَسَّلنا الله وإيَّاكم أَجمعين..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: عَسَّل الله حيَاتكم وجَميع أَوقَاتكم، واسمَحوا لِي أَنْ نَجعل فِعل: «عَسَّل يُعسِّلُ»، يَقتَصر عَلَى مَعَانِي (تَذوَّق العَسَل، أَو كَان حَديثه كالعَسَل، أَو هو كالعَسَل)، ونَستَخدم الفِعل: «عَسَّل يُعسِّل تَعسيلاً»، بمَعنَى: طَاب، وطَاب مَذَاقه، وطَاب وَقته.. ولَن أَقبَل بَعد اليَوم، بإطلَاق العَسَل أَو التَّعسيل أَو المعسِّل؛ عَلَى أَي كَائِن مِن الكَائِنَات التَّدخينيَّة، بَل سنَجعل المُفرَدَة بكُلِّ اشتقَاقَاتهَا، تَتجه نَحو العَسَل، ذَلك المَشروب الذي أُعدَّ لَذَّةً للشَّاربين، وعَتبةً لطَالبي الشِّفَاء..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store