«فكّنا بلا أوهام»!

قبل سنوات ليست بالبعيدة، لو قال لك أحدهم أنه باستطاعتك استخراج أو تجديد جواز سفرك أو أحد أفراد أسرتك أو تجديد إقامة أحد العاملين عندك دون أن تذهب إلى مبنى إدارة الجوازات من بعد صلاة الفجر وبدون (سرا) وزحمة وصعوبة مواقف السيارات، أو باستطاعتك تجديد رخصة القيادة أو استمارة السيارة دون أن تقدم أوراق الفحص الطبي ونموذج الطلب في ملف علاقي أخضر لأنها كلها أصبحت إلكترونياً، وأنك تستطيع أن تفعل ذلك وأنت في بيتك أو مكتبك أو أي مكان، وتأتيك هذه الوثائق إلى عنوانك بالبريد، كنت ستعدُّ ذلك من أحلام اليقظة.

ولو قال لك أنه بإمكانك عمل صك وكالة دون شهود ومزكين ويضيع يومك ويومهم في أروقة كتابة العدل في انتظار دوركم، وأنك تستطيع أن تفعل الكثير من الإجراءات والمتابعة في المحاكم المتخصصة عبر البوابة الإلكترونية لوزارة العدل وأنت جالس أمام جهاز كمبيوترك.. لقلت أن ذلك نوع من الهذيان.

وأنك تستطيع الدخول إلى حسابك البنكي وتنفيذ العديد من الخدمات مثل الحوالات وشراء وبيع الأسهم والاطلاع والمتابعة للعمليات البنكية على حسابك والحصول على كشف حساب دون أن تذهب إلى البنك، وأنت في أي مكان في العالم، وأنك تستطيع الحصول على موعد في إدارة الأحوال المدنية في الوقت الذي يناسبك والموقع الأقرب إليك، وأنه يمكنك استخراج سجل تجاري في ثوانٍ أو دقائق معدودة، كما يمكنك أن ترفع بلاغاً لوزارة التجارة من أي مدينة أو قرية ويأتيك الرد والتفاعل خلال فترة وجيزة دون أن تتحمل أعباء مراجعة الوزارة أو أحد فروعها، ويمكنك أن تستخرج تأشيرة عمالة من وزارة العمل عبر الموقع الإلكتروني دون أن تراجع مكتب الاستقدام، وتستطيع أن تطلع على فاتورة المياه أو الكهرباء وإجراء وطلب أي من الخدمات التي يقدمها هذان القطاعان إلكترونياً.

كما يمكنك أن تحجز تذكرة سفرك جواً بعد أن تقارن بين أسعار مختلف شركات الطيران وتستقر على السعر والموعد الذي يناسبك، وتدفع القيمة وتحصل على التأكيد وبطاقة صعود الطائرة، ويمكنك اختيار الفندق الذي يناسبك في رحلتك الى أي مدينة في العالم وتدفع الأجرة وتحصل على تأكيد الحجز، وتسدد قيمة المخالفات أو رسوم الخدمات إلكترونياً، كل ذلك وأنت في بيتك أو مكتبك أو في المقهى أو الاستراحة، لاتهمت صاحبك-في حينه- بأنه يهذي وقلت له «فكّنا بلا أوهام».

تغريدة :

الخدمات الإلكترونية رفعت عن الناس كثيراً من المعاناة، وأسهمت في جودة الحياة.