كتبتُ أَكثَر مِن مَرَّة، أنَّنا بحَاجَةٍ إلَى تَعلُّم اللِّيَاقَة، وانتقَاء الألفَاظ، والابتعَاد عَن المُفرَدَات التي تَدعو إلَى الإحبَاط، ومِن تِلك الألفَاظ التي أَقصدهَا، أَنَّ البَعض يُقَابلك ويَقول لَك: «قَدّ مَا تِمشي مَا رَاح تَنحَف، فلَا تتعب نَفسَك بالمَشي».. أَو يُقابلك أَحدُهم فيَقول: «لقَد لَعب فِيك الشّيْب»... إلَى آخَر هَذه المُفردَات!
حَسنًا، لَن أتحدَّث هُنَا عَن الإحبَاط، ولَكنِّي سأَتَحدَّث عَن الإبدَاع فِي التَّحطيم، لِذَلك أَقتَرح عَلى أُولئِكَ الذين يَشتمون غَيرهم، أنْ يُجدِّدوا مُفرَدَات شَتائمهم، ويُبدعوا في استحدَاث شَتَائِم جَديدة، تَليق بعَام 2020، لأنَّ كُلّ الشَّتَائم التي تَأتي، هِي مِن رَجيع: (2016 و2017 و2018 و2019م)..!
وحَتَّى لَا يُكرِّر أَحدكم الشَّتَائم، سأَضع قَائِمَة قَديمَة لَهَا لتَتَفَادوهَا، ولتَحرصوا عَلَى ابتكَار شَتَائِم جَديدَة، ولَا تَقعوا فِي تِكرار القَديم، فمَثلاً، مِن الشَّتَائِم القَديمَة التي شبعتُ مِنهَا شتيمة: «لَيتَهم رَقدوا»، وشتيمة: «يَا كُرهي لَك»، وشتيمة: «يَا صَبر الأَرض عَليك»، وشتيمة: «يَا رُويبضَة»، وشتيمة: «يَا مُدَّعي المَعرِفَة»، وشتيمة: «الله يَسَامح الوَاسِطة اللي جَابتك للإعلَام»، وشتيمة: «مِن جَنبهَا»..!
وهُنَاك سِلسلَة مِن الشَّتَائم تُطلق باستمرَار، وفِي كُلِّ وَقت، وهي صَالِحَة لكُلِّ زَمانٍ ومَكان، مِثل: «يَا عَلمَاني»، «يَا فَاسِق»، «يَا لِيبرَالي»، «يَا عَدوّ الله»، «اخسَ؛ الله يقطع وَجهَك»... إلخ!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: يَجَب عَلَى الإنسَان أَنْ لَا يَتنَازل عَن الإبدَاع، حَتَّى لَو شَتم، مِن الجيِّد أَنْ يَكون مُبدعاً وخَلَّاقاً فِي شَتَائِمِهِ..!!
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
