Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد حسن فتيحي

الجمال والذكاء

شمس وظل

A A
قالت لها.. أنتِ جميلة..

وقالت الأخرى.. أنتِ ذكية..

كانتا أختين..

كلٌ منهما لها مزايا مختلفة..

فالجمال عند إحداهما يلفت النظر..

والأخرى الذكاء عندها يؤثر على القلوب..

وبدأ التساؤل.. أيهما أبقى؟..

الجمال.. أم الذكاء؟..

وتدخَّل أهل الخبرة.. والمُعمِّرون في الأرض..

إن الجمال عند المرأة يزول مع السن..

ولا يبقى منه إلا منظر اللوحة التي أصابها مطر.. فأتلفها رغم جمالها..

ربما يرتفع سعرها عند الأرامل من الرجال..

أما الذكاء.. فإنه باقٍ مع صاحبته.. تدير به شؤونها.. ومَن حولها..

وتتحمَّل مسؤوليتها بكفاءةٍ وحكمة.. ومنها تنشأ الأجيال المثمرة..

المرأة التي تحمل الجمال والذكاء عملة نادرة، تشبه الحجر الثمين.. سواءً كان بأسمائه المختلفة.. كالياقوت أو الزمرد أو الألماس..

حجر كريم نادر.. ولكنه موجود وسعره في الأسواق يدل على ندرته..

وقليل من السيدات الذكيات تُصادفن رجالاً يستحقونهن..

ولذا.. فهن في اكتئاب وتفاؤل.. بعضهن يتغلَّبن على ذلك بالإيمان والرضا.. والقدرة على التحاور.. والتجاوز..

ويظهر على قسمات وجوههن بعضُ تعابيرِ الأسى والحزنِ والانكسارِ..

لأن صدى ذكائها لا تسمعه ولا تراه.. وبعضهن تلوذ بالأطباء النفسيين..

الغريبُ أن الرجلَ يستطيع الزواجَ بأخرى إن أراد.. أما المرأة الذكية.. فلا تستطيع أن تترك..

فمن ذكائها.. تبني الأسرة ولو على حساب نفسها..

إن الجمالَ عبءٌ على صاحبتِه في نهايته.. وعبءٌ عليها في شبابِها من قرينها..

والذكاءُ عبءٌ على صاحبته إن صادفت مَنْ لم يقدِّرها..

وعبءٌ على صاحبته إذا تحول إلى اكتئاب وجنون..

إن الجمالَ والذكاءَ.. هبةٌ من الله..

فكوني شاكرةً.. أو صابرةً..

وأنتِ في النهاية.. مُؤْجَرة..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store