Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

إيران بين رؤية 2030 و 1979م

A A
لايختلف اثنان بأن أكبر تهديد تواجهه المنطقة اليوم بشكل خاص والعالم بشكل عام هو تهديد النظام الإيراني ومليشياته المختلفة سواء كانت (حزب الله) أو المليشيات الحوثية والجماعات الانقلابية في اليمن إضافة إلى الجماعات الإرهابية المختلفة مثل داعش والقاعدة والتي تعد مع النظام الإيراني وجهين لعملة واحدة إذ كلاهما يعمل لتحقيق نفس الأهداف وفي مقدمتها زعزعة استقرار الدول وإثارة الفتن والبلبلة فيها ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة .

بالأمس نشرت وسائل الإعلام مقابلة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع مع موقع فايس الأمريكي أكد من خلاله تلك الحقائق وأفاد بأن أولئك الإرهابيين تجمعهم قضية عدم الإيمان بسيادة الدول والإيمان بإقامة دولة إيديولوجية عابرة للحدود ويضاف لذلك عدم احترامهم للقانون الدولي وقد يتنافسان فيما بين بعضهم البعض ولكنهما يتحدان ويتعاونان إن تعلق الأمر بنا لأننا نمثل بالنسبة لهم عدواً مشتركاً.

أما سبب تلك العداوة فقد أوضح سموه بأنه واضح للغاية فنحن أمة سلام وعامل استقرار ونسعى نحو الازدهار ونعمل اليوم من خلال رؤية مميزة هي رؤية 2030 تسعى لإصلاح الاقتصاد والاستفادة من الإمكانات وفتح قطاعات جديدة وتحقيق الازدهار والتقدم للشعب السعودي أما هم فلا يريدون إلا تصدير الثورة والأفكار التوسعية ومنع أي شراكة بين دول المنطقة وذلك عبر رؤية 1979 والتي تحاول إعادة السعودية والمنطقة للخلف.

وجه الشبه كان واضحاً أيضاَ وكبيراً بين تشبيه سموه إيران بألمانيا النازية والتي لم تفلح سبل الاسترضاء معها بل زادت من توسعها وهذا ما تقوم به إيران خلال الـ 40 عاماً الماضية فابتداءً بتأسيس المليشيات الإرهابية والطائفية في عدة دول وقصف السفارات واقتحامها وحوادث الاغتيالات وإطلاق الصواريخ على الثكنات العسكرية والمنشآت البترولية فإن لم يتم ردع تلك التوجهات التوسعية فإن الخطر لن يكون محصوراً بل هو تهديد عابر للحدود بما في ذلك الاقتصاد العالمي وخصوصاً في مياه البحر الأحمر والتي تمر خلاله 15% من التجارة العالمية.

إيران هي عدو الأمس واليوم ، فمنذ عشرات السنين فشلت جميع المحاولات السابقة لاحتواء هذا الكيان ومهادنته والوصول معه لأي اتفاق وذلك بالرغم من مساعي المملكة نحو التعايش والسلام ولكن النظام الإيراني يأبى ذلك كله ولا يستطيع أن يغير سلوكه أو أن يلتزم بأي اتفاق سلام أو يتبنى أي خطة تنمية لأنه نظام يقوم على عقيدة ثورية تهدف إلى التوسع والسيطرة ونشر الاضطراب والفوضى والقلاقل وتفتيت المنطقة، واللغة الوحيدة التي يفهمها ذلك النظام هي لغة القوة العالمية والتي تكمن في صد تلك التوجهات التوسعية وحصر ضررها في نطاق ضيق داخل الحدود الإيرانية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store