Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

الإلحاح مفتاح النجاح

الحبر الأصفر

A A
النَّجَاح فِي نَظر اليَائسين والخَامِلين؛ كالنّجُوم التي لَا تَطالهَا إلَّا العيُون، أَمَّا النَّجَاح فِي نَظر المُتفَائِلين والمُثَابرين، فهو كالرُّطَب الجنيْ، الذي يَتسَاقَط فِي أَيديهم وأَحضَانهم، حَتَّى قَبل أَنْ يُفكِّروا بهَزِّ الشّجرَة.. وهَذا المَقَال جَمَعْتُ فِيهِ عصَارة تَجَارُب النَّاجحين؛ للتَّدبُّر والتَّأمُّل..!

فالنَّجَاح والسَّعَادَة، كالقَمَر والشَّمس، يَتلَاحقَان، ليَمنح كُلّ وَاحِد مِنهمَا المَعنَى للآخَر، فمَن يَنجَح يُصبح سَعيداً، ومَن يَكون سَعيداً يُصبح نَاجِحاً، لِذَلك يَقول أَحَد خُبرَاء تَطوير الذَّات: (دَائِماً النَّجَاح لَيس هو سِرّ السَّعَادَة، السَّعَادَة هِي سِرّ النَّجَاح، فإذَا كُنتَ تُحب عَملك، سَوف تَنجَح فِيهِ)..!

وهُنَاك مَن يُقلِّل مِن أَهميّة الجُهد اليَومي، لَكن لَو نَظَر بَعد شَهَر؛ أَو شَهرين، إلَى النَّتيجَة التَّراكميَّة لِذَلك الجُهد، سيُعيد النَّظَر فِي السَّاعَات والدَّقَائِق والثَّوَانِي، حَيثُ يَقول أَحَد المُختصّين فِي مَنَاهج النَّجَاح: (نَجَاح الإنسَان يَتوقَّف عَلى طَريقةِ إدَارة حيَاته اليَوميَّة)..!

أَكثَر مِن ذَلِك، مَن لَم يَمتَلك الإرَادَة والإصرَار، فلَن يَستَفيد مِن كُلِّ عَوَامل النَّجَاح المُتَاحَة أَمَامه، لِذَلك يَقول أَحَد أَسَاتذة تَطوير الذَّات: (الفَرق بَين الإنسَان النَاجِح والفَاشِل، لَيس نَقص القوّة، أَو نَقص العِلم، ولَكن عَادَةً هو نَقص الإرَادَة)..!

مِن جِهتهِ يَقول أَحَد المُختصِّين فِي وَسَائِل النَّجَاح: (كَي تَنجَح فِي الحيَاة، تَحتَاج إلَى أَمرين: الثِّقَة والتَّجَاهُل)، فإذَا لَم يَكُن المَرءُ وَاثِقاً مِن نَفسهِ، مُترفِّعاً عَن سَفَاسِف الأمُور، فلا أَمَل لَه فِي تَحقيق النَّجَاح..!

يَعتَقد البَعض أَنَّ العَقبَات والعَراقِيل؛ تُبطئ عَجلة النَّجَاح، لَكن البَاحثين أَثبَتُوا؛ أَنَّ الصّعوبَات هي التي تَجعل النَّجَاح مُمكِناً، وفِي ذَلك يَقول أَحَد أَسَاتذة تَطوير الذَّات: (النَّجَاح لَا يُقاس بِمَا حَقَّقه الإنسَان، بَل بمقدَار المَصَاعِب التي تَغلَّب عَليهَا قَبل أَنْ يَنجَح)..!

كَمَا أَنَّ النَّجَاح لَيس مِن الأَسرَار الإستراتيجيَّة، أَو النَّوويَّة أَو الاستخبَارَاتيَّة، فهو كِتَابٌ مَفتوح مُتَاح لكُلِّ الطَّمُوحين، وقَد انتبه إلَى ذَلك السيِّد «كولن باول» فقَال: (لَيس هُنَاك أَسرَار للنَّجَاح، فهو حَصيلة الإعدَاد الجيِّد، والعَمَل الشَّاق، والتَّعلُّم مِن الأخطَاء والفَشَل)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: المَال لَا يُحقّق النَّجَاح، بَل النَّجَاح هو الذي يَدرُّ الأَموَال، ويُضَاعِف الإنتَاج، لَكن الإنسَان عَدو نَفسه، لأنَّه يَقع فَريسَة لتَصوُّرَاتهِ السَّلبيَّة، ومَخَاوفه الوَهميَّة، وهَذا مَا لَخَّصه أَحَد صُنَّاع النَّجَاح، حِينَ قَال: (الجيُوب الفَارِغَة لَم تَمنَع أحداً من إدرَاك النَّجَاح، بَل العقُول الفَارِغة والقلُوب الخَاويَّة هي التي تَفعل ذَلِك)..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store